العلاقة بين الغدة الدرقية واضطرابات الدورة الشهرية

العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والدورة الشهرية

الغدة الدرقية هي إحدى أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان؛ فهي تلعب دورًا مهمًا في تنظيم العديد من العمليات الحيوية من خلال إفراز الهرمونات، ولأن الجسم يعتبر نظامًا معقدًا ومترابطًا، فإن هذه الغدة تؤثر بشكل مباشر على صحة الدورة الشهرية لدى النساء، لذا سنكتشف معًا من خلال هذا المقال العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والدورة الشهرية.

العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والدورة الشهرية

العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والدورة الشهرية من الموضوعات التي تستحق الاهتمام نظرًا لتأثير هذه الغدة على وظائف الجسم المختلفة، ومن الجدير بالذكر أن وجود خلل في الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الاضطرابات في الدورة الشهرية، وهذا يجعل من الضروري فهم العلاقة بينهما.

عندما تعاني المرأة من فرط نشاط الغدة الدرقية، فقد تواجه مجموعة من المشكلات المتعلقة بدورتها الشهرية، والتي من أبرزها:

  • يمكن أن تلاحظ المرأة غزارة في الدورة الشهرية.
  • تتقلص مدة الدورة لتصل إلى أقل من خمسة أيام. 
  • تأخر الدورة الشهرية عن موعدها المعتاد والشعور بالقلق والتوتر.
  • هناك أيضًا حالات تُعرف بقلة الطمث؛ حيث يتم انقطاع الدورة لفترات زمنية تتراوح بين شهر وشهرين، أو قد تظهر الدورة كل 35 إلى 40 يومًا، مما يشير إلى عدم انتظامها.
  • في بعض الأحيان، قد تنقطع الدورة الشهرية تمامًا.

قصور الغدة الدرقية يمكن أن يؤثر بالسلب على الدورة الشهرية، وهذا الاضطراب قد يؤدي إلى:

  • حدوث الدورة الشهرية في وقت مبكر أو غير متوقع.
  • زيادة دم الحيض عن المعتاد.
  • يمكن كذلك أن تطول فترات الدورة لتزيد عن ستة أيام.
  • المعاناة من فترات حيض مؤلمة.

أمراض الغدة الدرقية ومشاكل الدورة الشهرية

الدورة الشهرية هي عملية بيولوجية معقدة تُنظمها مجموعة من الهرمونات التي إذا اختل توازنها، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية خطيرة، ومن أبرز العوامل التي تُؤثر على الدورة الشهرية هي الاضطرابات المتعلقة بالغدة الدرقية، ومن خلال التالي سنوضح الأمراض والمشاكل الشائعة المتعلقة بالغدة الدرقية والدورة الشهرية:

عدم انتظام الدورة الشهرية من أبرز المشكلات المرتبطة بأمراض الغدة الدرقية؛ فالنساء اللواتي يعانين من قصور الغدة الدرقية يمكن أن يواجهن نزيفًا غزيرًا أو حيضًا لفترة طويلة، وعلى الجانب الآخر قد تواجه النساء المصابات بفرط نشاط الغدة الدرقية انقطاعًا في الدورة الشهرية، حيث تصبح أوقات الحيض أقل تكرارًا وقوة.

يُعتبر انقطاع الطمث حالة شائعة تتعلق بأمراض الغدة الدرقية؛ لأن اختلال وظيفة الغدة يؤدي إلى حالات من انقطاع الطمث الأولي، الذي يتمثل في عدم بدء الدورة الشهرية في سن السادسة عشر، أو انقطاع الطمث الثانوي، الذي يحدث عندما تغيب الدورة الشهرية لدى امرأة كانت الدورة الشهرية لديها منتظمة.

تؤثر اختلالات الغدة الدرقية أيضًا على التبويض؛ فعندما تفشل المبايض في إطلاق بويضة، يمكن أن تُعاني المرأة من صعوبات في الحمل، وهذه المشكلة ترتبط بشكل مباشر بحالة الغدة الدرقية؛ حيث تشير الأبحاث إلى أن التقلبات في مستويات الهرمونات يمكن أن تعيق عملية الإباضة، وبناءً على ذلك تُعتبر متلازمة تكيس المبايض (PCOS) اضطرابًا شائعًا آخر يؤثر على الصحة الإنجابية حيث تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بينها وبين أمراض الغدة الدرقية المناعية الذاتية.

إن تأثير الغدة الدرقية يمتد أيضًا إلى الخصوبة والحمل؛ فعندما تكون الغدة الدرقية ضعيفة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة في الحمل والإنجاب وعلاوة على ذلك، فإن عدم معالجة مشاكل الغدة الدرقية أثناء الحمل يمكن أن يسبب مضاعفات مثل الولادة المبكرة وتسمم الحمل، فضلًا عن تأثيرات سلبية محتملة على نمو الطفل.

استئصال الغدة الدرقية والدورة الشهرية

يمكن أن يكون استئصال الغدة الدرقية ضروريًا في عدد من الحالات الصحية، مثل:

  1. سرطان الغدة الدرقية: الذي يعد من الأسباب الرئيسية لاستئصال هذه الغدة؛ ففي بعض الحالات، يمكن أن يستلزم العلاج إزالة الغدة كاملة، بينما في حالات أخرى يمكن استئصال جزء منها، ويكون هذا الإجراء حيويًا للتخلص من الخلايا السرطانية ومنع انتشار المرض.
  2. فرط نشاط الغدة الدرقية: تُعتبر حالات فرط نشاط الغدة الدرقية أحد الأسباب التي تدفع الأطباء إلى اتخاذ قرار الاستئصال؛ فإذا لم تكن الأدوية أو العلاج باليود المشع فعالة أو إذا كانت الرغبة في العلاج الإشعاعي غير متاحة، يمكن أن يكون استئصال الغدة الدرقية هو الخيار الأنسب.
  3. عقيدات الغدة الدرقية: في العديد من الحالات، لا تكون العقيدات في الغدة الدرقية واضحة فيما إذا كانت حميدة أم سرطانية بعد فحصها، وعند وجود مخاوف من احتمال تحول هذه العقيدات إلى سرطان، يُوصى باستئصال الغدة.
  4. تضخم الغدة الدرقية الحميد: في حالة تضخم الغدة الدرقية، وخاصة عندما يتسبب هذا التضخم في مشاكل مثل صعوبة التنفس أو البلع، قد يتطلب الأمر استئصال جزء من الغدة أو حتى الغدة بالكامل. 

تأثير استئصال الغدة الدرقية على الدورة الشهرية

بعد استئصال الغدة الدرقية، بعض النساء تواجه مجموعة من التغيرات في الدورة الشهرية، منها ما يلي:

  • معاناة النساء من عدم انتظام الدورة الشهرية بعد الاستئصال، كأن تصبح الدورات أكثر قصرًا أو طولًا أو حتى تتوقف تمامًا عن الحدوث لفترات زمنية.
  • يمكن تؤدي التغيرات الهرمونية الناتجة عن الاستئصال إلى تغيير في غزارة الدورة الشهرية؛ حيث يمكن أن تعاني بعض النساء من نزيف غزير بينما قد تعاني أخريات من نزول الدورة بشكل ضعيف.
  • تظهر أيضًا أعراض ما قبل الحيض بشكل أكثر حدة، مثل تقلبات المزاج وآلام الحيض، نتيجة للتغييرات الهرمونية.

ختامًا، تؤثر العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والدورة الشهرية بشكل ملحوظ على صحة النساء؛ حيث يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى عدم انتظام الدورة، والنزيف المستمر، والمشاكل المتعلقة بالتبويض والخصوبة، كما أن استئصال الغدة الدرقية يؤثر أيضًا على الدورة الشهرية بطرق متعددة، لذلك، يُنصح بالاستشارة الطبية المستمرة لفهم هذه التأثيرات والحفاظ على الصحة الإنجابية.

أهم الأسئلة الشائعة

العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والدورة الشهرية موضوعًا يثير اهتمام الكثيرين نظرًا لتأثيرها الواضح على الصحة والإنجاب للمرأة، لذا سنحاول الإجابة على أهم الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع من خلال التالي:

علميًا الغدة المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية للمرأة هي الغدة الدرقية.

يُعتبر اختبار TSH هو الطريقة الرئيسية لتحديد ما إذا كانت الغدة الدرقية تعمل بشكل سليم؛ فإذا كان هناك قصور في وظيفة الغدة، سترتفع مستويات هذا الهرمون، وهذا يشير إلى أن الغدة لا تنتج كميات كافية من الهرمونات التي يحتاجها الجسم.

نعم، تؤثر الغدة الدرقية بشكل فعال في صحة المبايض والإنجاب؛ فعندما تكون مستويات هرمونات الغدة الدرقية منخفضة، يمكن أن تتعطل عملية التبويض، مما يؤدي إلى صعوبات في الحمل، بالإضافة إلى ذلك، بعض الحالات التي تؤدي إلى قصور الغدة الدرقية، مثل اضطرابات المناعة الذاتية أو مشاكل الغدة النخامية، يمكن أن تسهم أيضًا في تقليل الخصوبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *