ما بعد إنقطاع الطمث أعراض ونصائح طبية

ما بعد انقطاع الطمث: أعراض ونصائح طبية

قد تظُنين أن الهبات الساخنة وحدها من علامات ما بعد انقطاع الطمث ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فحين تدخل المرأة في هذه المرحلة العُمرية تتباين الأعراض التي قد تُلاحظها مابين الجسدية والنفسية، وكلاهما مؤرق ويسبب إزعاجًا؛ لذا هُنا نتناول أبرز أعراض انقطاع الطمث وكيفية التأقلم معها، علاوةً على توضيح طرق العلاج البديلة المتاحة.

أعراض ما بعد انقطاع الطمث 

إثر التغيّرات الهرمونية التي تحدث في الجسم بعد انقطاع الدورة الشهرية تبدأ المرأة في ملاحظة بعض من هذه الأعراض أو جميعها على فترات مُتباعدة وتتوقف حدّتها ومضاعفاتها على حسب طريقة التعامل الصحيحة معها وهو ما نوضحه بعد ذكر هذه الأعراض تفصيلًا في الآتي:

من أعراض ما بعد انقطاع الطمث الشائعة بين السيدات، إذ تظهر نتيجة لقلة إفراز الجسم لهرمون الأستروجين وهو ما يتبعه قلة الإفرازات المهبلية، بالتالي يزداد الجفاف وتشعر المرأة حينها بحُرقة في المهبل وحكّة مُزعجة، وهي من الأعراض التي يمكن التقليل من حدّتها بتناول مشروبات عشبية كالشاي الأخضر.

على الرغم من أن تلك واحدة من أعراض انقطاع الطمث الأساسية، إلا أنه وفقًا للإحصائيات الطبيّة تتعرض نسبة من السيدات لها بعد انقطاع الطمث بسنوات، وذلك يرجع إلى انخفاض مستوى الاستروجين في الجسم بالتالي ارتفاع درجة الحرارة على شكل نوبات تتمركز في الوجه واحمراره وزيادة التعرّق وقد يُصاحب هذا العَرَض تسارُع في نبضات القلب.

تُعد النساء اللاتي وصلن لمرحلة ما بعد انقطاع الدورة الشهرية هنَّ الأكثر عُرضة لالتهاب المفاصل الروماتويدي، وهو ما يرجع كذلك إلى انخفاض مستوى الأستروجين في الجسم وبالتالي تزداد خطورة الإصابة بهشاشة العظام والآلام المفصلية.

إحدى المشكلات المؤرقة التي قد تتعرض لها المرأة بعد انقطاع الطمث، إذ نتيجة لانخفاض مستوى الأستروجين في الجسم يزداد شعور المرأة بحاجتها إلى التبول مع الشعور بآلام أثناء التبول، علاوةً على ذلك فإنها قد تفقد قدرتها على التحكم في المثانة بالتبول اللاإرادي عند الضحك أو السعال مثلًا.

نتيجة للتغيرات الهرمونية، جفاف المهبل وقلة ممارسة العلاقة الحميمة في فترة انقطاع الطمث فإنه قد يُصاب المهبل بالضمور وينتج عن ذلك رقة جدران المهبل، وهو ما يتسبب بدوره في الشعور بآلام أثناء الجماع في فترة ما بعد انقطاع الطمث، إضافةً إلى ذلك فقد تجد المرأة نقاط من الدم عقب الانتهاء إثر هذه المشكلة.

واحدة من مشكلات ما بعد انقطاع الطمث الوارد حدوثها هي مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو النوبات القلبية، لذا يلزم الانتباه للحالة الصحية ومتابعة مستويات ضغط الدم والكوليسترول في الجسم لتجنب الدخول في هذه المشكلة.

من أبرز المشكلات التي قد تلاحظها السيدات فيما بعد انقطاع الطمث هي الزيادة في الوزن، وهو ما يطرأ على الجسم نتيجة تخزين الدهون بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة التوتر والشعور بالضيق مما يُضعف الحرق. 

أعراض ما بعد انقطاع الطمث النفسية 

على الرغم من أن الأعراض الجسدية لمرحلة ما بعد انقطاع الطمث قد تبدو صعبة إلا أن الأعراض النفسية في الغالب ما تكون أسوأ، إذ تمرّ المرأة بعديد من الاضطرابات المؤرقة التي قد لا تفهم في البداية أنها مرتبطة بهذه المرحلة العمرية، ومن هذه الأعراض ما يلي:

  • كثرة النسيان وضعف في التركيز.
  • القلق والتوتر الزائد عن الحد.
  • الحدة في التعامل مع الآخر.
  • تغيرات مزاجية سريعة.
  • الدخول في نوبات حزن.
  • اضطرابات معدل النوم.
  • الغضب السريع.

أسباب نزيف ما بعد انقطاع الطمث 

قد تُلاحظ السيدة بعد انقطاع الطمث نزيف وتظن أنه دم حيض، ولكن هنا يلزم الانتباه وضرورة استشارة طبيب إذ إن دم الحيض لا يمكن عودته بعد انقطاع دام لمدة عام، وفي هذه الحالة قد يكون الأمر متعلقًا بواحدة من المشكلات المرضية الأكثر شيوعًا بين الحالات في هذا السن ومنها:

  • الأورام الليفية الرحمية.
  • التهاب بطانة الرحم.
  • ضعف جدار المهبل.
  • السرطان.

متى فترة ما بعد انقطاع الطمث؟ 

عندما تتوقف دورتك الشهرية لمدة تزيد عن 12 شهرًا متتاليًا حينها يمكن القول إنك في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وفي هذا الوقت قد تُلاحظين عَرض أو أكثر مما سلف ذكره، وقد تختفي أبرز أعراض انقطاع الدورة الشهرية لديك أو تستمر في الظهور على فترات مُتباعدة.

لذا حين تلاحظينها هُنا عليك الانتباه والحفاظ على اتباع روتين صحي مُناسب يساعدك في التأقلم على تغيّرات هذه الفترة ويجعلها تمرّ بشكل مُريح بالنسبة لك دون أرق أو إزعاج.

ما هو العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث؟

قد يجد الطبيب المُعالج أن استخدام العلاج الهرموني هو الحلّ الأكثر فعالية من أجل التخفيف من حدة أعراض ما بعد انقطاع الطمث، ولكن لا يتم وصف أي من الأدوية الهرمونية سوى حال التشخيص الدقيق للحالة ومعرفة الدواء المناسب.

حيث تكون هذه الأدوية عبارة عن أقراص، غسول أو كريمات مهبلية تُساعد في زيادة مستويات هرمونيّ الأستروجين والبروجستيرون في الجسم، وهو ما يخفف من الأعراض ولكن له آثار جانبية ومضاعفات حال الاستخدام الخاطئ.

مخاطر العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث 

تُعد الأدوية الهرمونية علاج مناسب تمامًا لتخفيف أعراض ما بعد انقطاع الطمث بدايةً من الهبات الساخنة وحتى هشاشة العظام والأمراض القلبية، ولكن ذلك حين استخدامها بوصف من الطبيب، إذ قد تنقلب الفائدة بظهور المخاطر الآتية:

  • الانخفاض في مستوى الكوليسترول الجيد بالجسم.
  • الإصابة بجلطات الدم في الساقين أو الرئتين.
  • زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
  • الإصابة بسلس البول.

لذا وجب التنويه هُنا بضرورة عدم اللجوء إلى أي من الأدوية المهبلية أو مضادات الاكتئاب سوى بتشخيص طبيّ مُسبق.

8 نصائح مهمة بعد انقطاع الطمث 

قبل ظهور أي من أعراض ما بعد انقطاع الطمث وحين تُلاحظين دخولك في هذه المرحلة، عليك تعلم كيفية العناية بجسدك في هذا الوقت لمنع حدوث أي من المضاعفات والتقليل من حدة الأعراض المؤرقة سالفة الذكر، وذلك ما يمكن إجراؤه بعادات بسيطة تتمثل في الآتي:

  • تناول القدر الكافي من الماء على مدار اليوم؛ للحفاظ على رطوبة الجسم وبالتالي منع مشكلة جفاف المهبل أو إلتهابات المسالك.
  • ممارسة التمارين الرياضية أو تمارين اليوجا والتنفس العميق للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية على حد سواء.
  • إدخال الأغذية المُفيدة للجسم والتي تحافظ على رطوبته كعصير التوت البري، المكسرات، الخضراوات والفواكه.
  • الحفاظ على اتباع حمية غذائية صحية تُناسب الجسم لمنع تراكم الدهون وزيادة الوزن.
  • محاولة الجلوس دائمًا في مكان جيّد التهوية والابتعاد عن أشعة الشمس الضارة المُباشرة.
  • اللجوء إلى استخدام المزلقات في العلاقة الحميمة لمنع أي من الآلام أو النزيف.
  • وَقف تناول أي من الأغذية التي تحتوي على كميات كبيرة من السُكر أو الملح.
  • تجنب التعرض لأي من مصادر الكافيين، النيكوتين أو الكحوليات.

مرحلة ما بعد انقطاع الطمث لها تأثيرات نفسية وجسدية، وعلى الرغم من صعوبتها إلا أن الالتزام بروتين العناية الصحي، استشارة الطبيب بشكل دوري وتناول المكملات الغذائية يُساعد بشكل كبير في مرورها بأدنى حد من المخاطر المُحتملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *