يعد الفحص الدوري لعنق الرحم أحد أهم الإجراءات التي ينصح بها الأطباء المعنيين حول العالم بهدف سرعة اكتشاف أي تغير في خلايا عنق الرحم قد يشير لاحتمالية الإصابة سرطان عنق الرحم فيما بعد ، مما يساعد على الوقاية من هذا المرض الخبيث واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهته وإخماده في مهده.
الفحص الدوري لعنق الرحم
هو فحص دوري ينبغي أن تقوم به النساء للتأكد من سلامة عنق الرحم والحماية من الإصابة بسرطان عنق الرحم الذي قد ينتج عن أكثر من مسبب.
ويتم الفحص من خلال أخذ مسحة بسيطة من خلايا عنق الرحم والذي يتواجد في في بداية الرحم من الأسفل.
وهذا الاختبار الهدف منه ليس علاج أو تشخيص الإصابة بسرطان عنق الرحم، ولكن الهدف اكتشاف أي تغيرات في خلايا عنق الرحم قبل ظهور أعراض السرطان، وبالتالي الوقاية منه.
ومع ذلك أحيانا عند القيام بإجراء هذا الفحص، قد يكتشف الطبيب الإصابة بسرطان عنق الرحم في بداياته لذا يكون العلاج الأسهل التعامل معه قبل ظهور أعراض أكثر سوءا، والوصول لمراحل متقدمة من المرض.
اختبارات الفحص الدوري لعنق الرحم
هناك ثلاث اختبارات معروفة لفحص عنق الرحم:
1- فحص عنق الرحم من خلال الاختبار فيروس الورم الحليمي البشري HPV
ومن خلال هذا الفحص يقوم الطبيب بفحص عنق الرحم وأخذ عينة من الخلايا بغرض البحث عن وجود هذا الفيروس الخطير من عدمه؛ إذ أن هذا الفيروس قد يكون سببا في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم.
2- فحص عنق الرحم من خلال اختبار Pap test أو لطاخة عنق الرحم
ويعتمد هذا الاختبار على مسح عينة خلايا من عنق الرحم وفحصها للبحث عن وجود أي خلايا غير طبيعية قد تتطور فيما بعد لسرطان عنق الرحم.
3- فحص عنق الرحم من خلال اختبار يجمع بين Pap test و HPV test
ويعتمد هذا الاختبار أو الفحص على إجراء التقنيتين السابقتين معا.
متى يتم الفحص الدوري لعنق الرحم
نظرا لأن الهدف الأساسي من الفحص هو الاطمئنان على صحة عنق الرحم والوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم، فإنه ينبغي القيام بالفحص الدوري لعنق الرحم للسيدات منذ عمر العشرينات كالآتي
من سن 21-29 سنة
يوصي الأطباء بإجراء فحص عنق الرحم الأول في عمر 21 عامًا، يليه اختبار عنق الرحم كل 3 سنوات، و حتى لو كانت السيدة متزوجة قبل عمر ال 21 عاما، فهي لا تحتاج لإجراء هذا الفحص قبل هذا العمر.
من سن 30- 65 سنة
يوصي الأطباء المتخصصين بإجراء الفحص الدوري لعنق الرحم لهذه الفئة العمرية باستخدام إحدى الطرق التالية:
● إجراء اختبار فيروس الورم الحليمي البشري HPV كل 5 سنوات.
● إجراء اختبار مسحة عنق الرحم Pap كل 3 سنوات.
● إجراء اختبار مشترك فيروس الورم الحليمي البشري HPV /Pap test كل 5 سنوات.
أكبر من 65 سنة
التوصيات المعروفة لإجراء الفحص الدوري لعنق الرحم لهذه الفئة العمرية تعتمد على رأي الطبيب المعالج ما إذا كانت السيدة تحتاج الإجراء مثل هذا الفحص أم لا.
كما تعتمد على عدم وجود إصابة سابقة بالسرطان، ومدى سلامة الفحوصات السابقة وعدم وجود أي مشاكل بها وفي حالة وجود أي نتائج غير طبيعية للاختبارات، السابقه يوصى بإجراء مزيد من الفحوصات طبقا لإرشادات الطبيب لهن.
وعلى الرغم من ان إرشادات فحص سرطان عنق الرحم الأخيرة توصي ببدء الفحص في سن 25 عامًا باستخدام اختبار فيروس الورم الحليمي البشري كل 5 سنوات حتى سن 65 عامًا، إلا أن الكثير من الأطباء يوصون بإجراء الاختبارات السابقة بالروتين الخاص بها؛ لاعتقادهم بأن هذا الروتين الأفضل للحماية من الإصابة بسرطان عنق الرحم.
حالات تستدعي إجراء فحص عنق الرحم بشكل أكثر من الروتيني
هناك فئات معينة من السيدات قد يحتجن لإجراء فحص عنق الرحم بوتيرة أعلى من الفحص الروتيني المعتاد لهذا الفحص ومنهن
● المصابات بمرض نقص المناعة المكتسبة HIV.
● من تعانين من بعض المشاكل المناعية أو ضعف المناعة.
● بعض اللاتي يتناولن الكورتيكوستيرويد خاصة لفترات طويلة.
● المصابات بسرطان عنق الرحم.
● اللاتي سبق واستخدمن دواء ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول قبل الولادة.
● في حالة وجود مشاكل في نتائج فحص عنق الرحم أو أظهر الاختبار نتائج غير طبيعية.
● في حالة تناول بعض مثبطات الجهاز المناعي أو الخضوع للعلاج الكيميائي.
إجراءات ينبغي اتباعها قبل إجراء الفحص الدوري لعنق الرحم
هناك عدد من الاحتياطات الواجب الالتزام بها قبل إجراء الفحص الدوري لعنق الرحم وذلك للمساعدة في الحصول على نتائج صحيحة.
ومن أهم هذه الاحتياطات
● يجب الامتناع عن الجماع من 2-3 أيام على الأقل قبل الفحص.
● يجب تجنب استخدام الدش المهبلي قبل إجراء الفحص ليومين على الأقل والاكتفاء باستخدام الماء فقط.
● ينبغي تجنب استخدام أي مستحضرات موضعية مهبلية قبل إجراء الفحص ب 48 -72 ساعة على الأقل مثل الهلام والكريمات والمراهم واللبوس المهبلى وغيره.
● يفضل تجنب إجراء اختبار فحص عنق الرحم خلال الدورة الشهرية أو قريبا منها.
اقرأ ايضا:
نتائج فحص عنق الرحم
بالطبع تنتظر السيدات الاتي أجرين فحص عنق الرحم نتائج الفحص بترقب شديد.
ومن المتوقع أن تكون النتيجة واحدة من الاحتمالات التالية
نتيجه الفحص أو المسحة طبيعية
وهنا في المعتاد لا يطلب الطبيب أي اختبارات أخرى، و يطلب من السيدة الحضور في ميعاد الفحص الروتيني القادم.
نتيجه الفحص أو المسحة غير واضحة
وهنا على الأغلب يطلب الطبيب إجراء فحص آخر مع اتباع الشروط والاحتياطات اللازمة بشكل واضح.
نتيجه الفحص أو المسحة غير طبيعية
وهذا لا يؤكد وجود سرطان من عدمه وإنما يدل على وجود بعض التغييرات غير الطبيعية في الخلايا والتي قد تكون مؤقتة لأسباب أخرى غير السرطان.
وفي الغالب يقوم الطبيب المسؤول بطلب فحوصات واختبارات أخرى.
هل تؤلم مسحة عنق الرحم
في الغالب فإن فحص عنق الرحم لا يسبب أي مضاعفات أو مشاكل واضحة طالما كان الطبيب ماهرا وتم الالتزام بالتعليمات الخاصة بإجراءات الفحص، ويستغرق الأمر عدة دقائق فقط للانتهاء من هذا الأمر.
وفي بعض الأحيان قد تنتج بعض الأعراض الخفيفة بعد عملية الفحص ومنها
● الشعور بوخز خفيف.
● الإحساس بألم بسيط.
● نزول بعض قطرات من الدماء لوقت بسيط لا يتعدى اليوم.
● نزول بعض الإفرازات المهبلية.
ويمكن ان يصف الطبيب بعض مسكنات الألم للتخفيف من شدة الالم بعد عملية الفحص حسب الحالة.
ولكن في بعض الأحيان قد تحدث بعض الأعراض الشديدة والتي تتطلب التواصل مع الطبيب على وجه السرعة ومنها
● الشعور بمغص شديد.
● حدوث نزيف قوي.
وهناك بعض الحالات التي قد تزيد لديها الأعراض الجانبية بعد عملية فحص عنق الرحم لوجود بعض المشاكل الصحية مثل في حالة السيدات اللاتي تعانين من وجود بطانة الرحم المهاجرة أو بعض مشاكل المهبل مثل تشنجات أو نزيف المهبل.
اقرأ ايضاأفضل دكتور نساء وتوليد بمستشفي الكويت
هل يمكن إجراء الفحص الدوري لعنق الرحم للحامل
تتساءل بعض الحوامل عن إمكانية إجراء فحص عنق الرحم أثناء الحمل وهل في ذلك خطر على الحمل أم لا؟
والإجابة عن ذلك أنه في معظم الأحيان فإن فحص عنق الرحم للحامل لا يؤثر على ثبات الحمل ومع ذلك لا ينبغي إجراء مثل هذا الفحص للحوامل إلا بناء على استشارة الطبيب الخاص وتبعا لتعليماته.
وفي النهاية فإن العلماء مازالوا يعملون جاهدين لاستكشاف تقنيات وطرق تساعد على التنبؤ باحتمالية الإصابة بأنواع السرطان المختلفة وذلك لمحاولة التصدي لهذا المرض الفتاك والتقليل من مضاعفاته.
