ما هي الهبات الساخنة وأسبابها

اكتئاب الحمل أعراضه أسبابه وكيف تتعاملين معه

تعد مرحلة الحمل من أهم المراحل التي تخوضها الأنثى في رحلة حياتها نحو الأمومة؛ لما تحمله هذه التجربة من تحدى يجمع بين الاختلافات الهرمونية؛ والتي تؤثر بشكل مباشر في التكوين النفسي لدى الحامل، لدرجة التحكم بردود الأفعال  ودرجة حساسيتها تجاه المواقف و الظروف، وبين التغييرات البيولوجية والجسدية التي قد  تكون مرهقة للبعض، ومقبولة لدى البعض الآخر تبعًا لقوة أو هشاشة المناعة الطبيعية لديهن، وعليه فقد ينشأ احساس مبهم لدى الأمهات بعدم الشعور بالسعادة على الرغم من وجود الرغبة في حصول الحمل وتواجد الجنين؛ هذا الشعور يطلق عليه “اكتئاب الحمل”. 

ما هو اكتئاب الحمل أو اكتئاب ما قبل الولادة

 يُعَرف الاكتئاب عامة على أنه اضطراب يحدث في المزاج و يحدث عادةً عندما يقل تدفق هرمون “السيروتونين” في الدماغ مما يؤدي إلى قلة تركيز، قلة طاقة، و شعورًا مستمرًا بالحزن واليأس؛ وله تأثير سلبي على حياة المريض الطبيعية إلى الحالة التي تمنعه من إتمام المهام الحياتية اليومية، والجدير بالذكر أن مرض الاكتئاب تختلف اختلافًا جذرياً عن مشاعر الحزن العابرة التي قد تنتاب أي الفرد من حين لآخر. 

 أما عن اكتئاب الحمل  فهو الشعور الذي  يصيب المرأة خاصة في أثناء فترة الحمل  وذلك نتيجة  لما تتعرض له من تغيرات هرمونية، و ضغوط حياتية، وزيادة للتوتر والقلق، ما يؤثر على حالة الأم المزاجية والنفسية  ينتج عنه تغير في عادات النوم و اضطرابات في الشهية، يحدث عادة دون إرادة الأم، مما يحتم الاهتمام بها وعلاجها في أبكر وقت للوقاية من أضراره وتاثيره على نمو الجنين، ومنع تطور الأمر إلى اكتئاب ما بعد الولادة،الذي قد يؤثر على الطفل إذا ترك دون علاج. 

 أولًا الأسباب الوراثية : وجود سجل وراثي في العائلة، لديهم مشكلات نفسية وتعرضوا للإصابة بالاكتئاب. 

ثانيًا الأسباب النفسية : إصابة المرأة الحامل بالاكتئاب في فترات ماضية من حياتها، حيث يصبح من السهل تعرضها  للاكتئاب الحمل. 

ثالثًا عدم وجود حاضنة داعمة: تحتاج الحامل رعاية خاصة خلال أشهر الحمل، لأنها تعتبر من أصعب لحظات حياتها، لذا فهي تنتظر الحب والاحتواء من الزوج والأهل والأصدقاء، وإذا لم تجد من يحيطها بالاهتمام والرعاية ستشعر بالوحدة وأنها تواجه أزمتها بمفردها، مما يسبب الحزن والاكتئاب.

رابعاً بيئة الحمل : إذا كان الحمل حدث دون   رغبة الوالدين أو أحدهما وسيكون إتمام الحمل  في ظروف مشحونة مليئة بالتوتر مما يزيد من شعورها بالقلق، ويزداد مع كبر حجم الجنين واقتراب موعد الولادة. 

خامسًا   تغييرات هرمونية: يلعب تغيير الهرمون دورًا فعالًا في زيادة احتمالية الإصابة باكتئاب الحمل؛ نتيجة ارتفاع نسبة هرمون البرولاكتين المسئول عن إفراز الحليب، وارتفاع هرمونات البروجسترون والاستروجين التي تسبب الشعور بالعصبية والاكتئاب والحزن والقلق والتوتر.

تحدث لدى أغلب النساء بعض التغييرات الطبيعية أثناء فترة الحمل من وهن وتعب وصعوبة في النوم، يرافقها أحيانًا بعض التوتر، وقد يختلط  الأمرعلى الأطباء حين تتداخل أعراض الحمل الاعتيادية عند الحامل مع أعراض الاكتئاب، فيتم التشخيص طبقًا لمعايير طبية معتمدة في الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات النفسية للإكتئاب، أو اعتمادًا على مقياس إدنبرة إكتئاب مابعد الولادة، من أهم أعراض إكتئاب الحمل:

  • الشعور الدائم بالحزن، واليأس.
  •  المبالغة في البكاء والحساسية المفرطة تجاه أبسط المواقف.
  • عدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة المحببة.
  • الإحساس بهبوط في النشاط و الانعزال الاجتماعي وعدم الرغبة في قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء.
  • الشعور بالوحدة وعدم تقدير الذات.
  • عدم القدرة على القيام بالمهام الروتينية
  • الشعور بالذنب دون سبب  واضح. 
  • فقدان شعور السعادة بالحمل و عدم وجود الترابط العاطفي تجاه الجنين. 
  • وجود هواجس وأفكار سلبية، مثل الخوف من  العجز و عدم الكفاءة لرعاية الطفل والاهتمام به.
  • عدم اتباع النصائح الصحية الخاصة.
  •  صداع متكرر وآلام في البطن.
  • الإحساس بالتفاهة وتبلد المشاعر واللامبالاة.
  • اضطرابات النوم.
  • فقدان الشهية أو زيادتها.
  • التفكير في الموت.

نتيجة لزيادة الوعي الصحي حول أهمية الحفاظ على صحة الأم النفسية؛ و لارتباطها الوثيق بولادة طفل بصحة جسدية وعقلية جيدة، يتمتع مستقبلًا بسواء نفسي، متوازن، ظهر الخوف من  احتمالية حدوث بعض المضاعفات الخطيرة  لعدم علاج إكتئاب الحمل مثل:

  • تسمم الحمل.
  • تعاطي المخدرات أثناء الحمل.
  • إيذاء النفس أو الانتحار.
  • مشاكل الولادة.

وفي حالات الاكتئاب الشديد  قد يؤثر

  •  على نمو المخ لدى الجنين إذا ترك من دون علاج 
  • انخفاض الوزن عند الولادة.
  • الولادة المبكرة.
  • معاناة الطفل من مشاكل في النوم أول عامين من عمره.
  • صعوبات التعلم أو الإصابة باضطرابات السلوك

 علاج اكتئاب الحمل 

يركز الأطباء على ضرورة علاج اكتئاب الحمل؛ وذلك حرصًا منهم على سلامة وصحة الأم والطفل، يعمل العلاج على تحسين الحالة النفسية للحامل للتخفيف من حدة الأعراض؛ من خلال تقديم  الرعاية النفسية اللازمة، أو الدوائية إضافة إلى تحفيز الحامل اتباع نظام حياة صحي متكامل،

ويتم العلاج  من خلال عدة محاور هي:

  •  العلاج المعرفي السلوكي: من أفضل التقنيات الآمنة المتبعة في العلاج النفسي حيث يعتمد على مناقشة المخاوف والأفكار السلبية لدى الأم المتعلقة بالحمل والمسؤوليات، وإيجاد حلول واقعية تساعد الأم في التغلب عليها والتفكير بطريقة إيجابية.
  • العلاج النفسي التفاعلي: يفيد في تحسين العلاقات الاجتماعية، وحل المشاكل التي لها دور في الإصابة بالاكتئاب خلال الحمل. 
  • علاج الاكتئاب دوائيًا قد  تتطلب بعض الحالات الخاصة جدًا  دخال مضادات اكتئاب بوصفة طبية حصرًا مدروسة الجرعات ومضبوطة المدة؛ وذلك للحد من أعراض إكتئاب الحمل، مع مراعاة المخاطر المحتملة لتحقيق الفائدة المرجوة. 
  •  اتباع نمط الحياة صحي فقد أثبتت الدراسات أن إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة له تأثير واضح في تحسن حالة الأم النفسية التي  تعاني من اكتئاب الحمل؛ مثل ممارسة تمارين اليوغا والتأمل  للمساعدة على الاسترخاء.
  • ممارسة بعض الرياضات غير المجهدة    بعد استشارة الطبيب.
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم.
  • الحرص على قضاء الأم بعض الوقت مع الأصدقاء والتحدث عن مشاعرها، وكذلك ممارسة هوايتها المفضلة، أو القيام بالأنشطة المحببة.
  • تناول المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب. 
  • اتباع نظام غذائي صحي متكامل.

من المهم تستشير السيدة الحامل طبيبها الخاص عن أفضل أنواع العلاج التي تتناسب مع وضعها الصحي. 

كيف تتعاملين مع اكتئاب الحمل في المنزل

  • الحصول على قسط وافر من النوم والراحة: فقد يؤدي قلة النوم  لزيادة أعراض  اكتئاب الحمل؛ وتعتبر من 7-9 ساعات كمية داعمة  للسيدة الحامل. 
  • تناول نظام غذائي صحي: غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتين يساعد في تحسن الحالة المزاجية.
  • ممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق : يساعد في تقليل أعراض الاكتئاب وتحسين الصحة العامة.
  • الاسترخاء وتقليل التوتر
  •  الدعم الاجتماعي:  قضاء الوقت مع الزوج الأهل والأصدقاء والمشاركة في مجموعات الدعم ممكن يكونوا مفيدين جدًا للسيدات اللي بيعانوا من اكتئاب الحمل.

 اكتئاب الحمل متى يبدأ ومتى ينتهي

يحدث اكتئاب الحمل في أي مرحلة من مراحل الحمل بداية من الشهور الأولى، حتى بقية أشهر الحمل؛ ولكن هناك احتمالية أن تزيد شدته وأعراضه في الشهر الثامن بسبب اقتراب موعد الولادة والتغيرات الجسدية اللي بتمر بيها الأم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *