استئصال الغدد البارثولينية هو إجراء جراحي يلجأ إليه في بعض الحالات الطبية المتعلقة بصحة الجهاز التناسلي الأنثوي، ويهدف إلى إزالة غدة أو الغدتين البارثولينيتين الواقعتين على جانبي فتحة المهبل، على الرغم من أن هذه الغدد الصغيرة تلعب دورًا مهمًا في ترطيب المهبل أثناء العلاقة الزوجية، إلا أن بعض المشكلات الصحية مثل تكرار تكون الخراجات أو الكيسات المؤلمة، قد تستدعي تدخلًا جراحيًا،
في هذا المقال، نناقش الأسباب التي قد تدفع الأطباء إلى اتخاذ قرار استئصال الغدد، ونوضح متى يكون هذا الإجراء ضروريًا، وما الخيارات العلاجية المتاحة قبله، مع تسليط الضوء على خطوات العملية ومخاطرها المحتملة.
لماذا يتم استئصال الغدد البارثولينية؟
يعد استئصال الغدد البارثولينية خيارًا علاجيًا يلجأ إليه في حالات نادرة، عندما تفشل جميع الوسائل الأقل تدخلًا في حل المشكلة، مثل تركيب قسطرة وورد أو إجراء عملية التوسيع الجراحي المعروفة باسم المارسبيوليزيشن، عادةً لا تتطلب جميع أكياس غدة بارثولين العلاج، ولكن إذا أصبح الكيس مؤلمًا للغاية أو تسبب في انزعاج متكرر، أو إذا تكررت الإصابة به بعد علاجات سابقة، فقد يرى الطبيب أن الجراحة هي الحل الأمثل، ويفضل الأطباء عادةً البدء بخيارات أكثر تحفظًا مثل قسطرة وورد.
والتي تعمل على تصريف محتوى الكيس من خلال إدخال أنبوب صغير يسمح بخروج السوائل، وهي أقل تكلفة وأبسط من الناحية الجراحية، أما إذا لم تجد هذه الطرق نفعًا، واستمر الكيس في الظهور أو التسبب بالألم، فقد يوصى بالمارسبيوليزيشن، وهي عملية تفتح فيها قناة تصريف دائمة، لكن في حال فشل كل من قسطرة وورد والمارسبيوليزيشن، وأصبح الوضع مزمنًا أو معقدًا، فقد يقرر الطبيب استئصال الغدة بالكامل كخيار أخير، رغم أن هذا الإجراء يرتبط بمخاطر أعلى مثل احتمالية حدوث نزيف أثناء الجراحة.
أعراض كيسات أو خراجات غدة بارثولين
تعد كيسات غدة بارثولين من الحالات الشائعة التي قد تمر دون ملاحظة في بدايتها، إذ إن استئصال الغدد البارثولينية لا يطرح كخيار إلا إذا تطورت الحالة وسببت أعراضًا مزعجة، في المراحل المبكرة، لا تسبب معظم الكيسات أي أعراض ملحوظة، وقد تكتشف المرأة وجود كتلة صغيرة وغير مؤلمة بالقرب من فتحة المهبل بالصدفة، مما قد يؤدي إلى تغير بسيط في شكل الفرج، لكن مع ازدياد حجم الكيسة، قد تبدأ بعض الأعراض في الظهور، وتشمل ما يلي:
- الشعور بالانزعاج أو الضغط: قد تلاحظ السيدة شعورًا بثقل أو انزعاج في المنطقة التناسلية، خاصة عند الجلوس أو أثناء الحركة.
- الألم الموضعي: قد يتطور الألم تدريجيًا مع ازدياد حجم الكيسة، ويشتد في أثناء العلاقة الحميمة أو المشي.
- ظهور علامات عدوى عند تحول الكيسة إلى خراج: وهنا يصبح الألم أكثر حدة، ويصاحبه في بعض الأحيان ارتفاع في درجة الحرارة، مع احمرار ظاهر على الجلد المحيط بالخراج.
- الإيلام عند اللمس: تصبح المنطقة حساسة ومؤلمة بمجرد لمسها، ما يدل على التهاب أو تهيج داخلي.
- إفرازات مهبلية: قد تظهر إفرازات غير طبيعية عند إصابة المنطقة بالعدوى.
- احتمال تطور التهاب النسيج الخلوي: في بعض الحالات المتقدمة، قد تمتد العدوى إلى الأنسجة المحيطة، مما يؤدي إلى احمرار وانتفاخ وألم واضح، وهي حالة تستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا.
تفاصيل عملية استئصال الغدد البارثولينية
قبل الخوض في تفاصيل إجراء استئصال الغدد البارثولينية، من المهم أن تتعرف المريضة على المراحل التي تمر بها العملية، بدءًا من التحضيرات الأولية، مرورًا بالخطوات الجراحية، وحتى مرحلة ما بعد الجراحة والتعافي، فهم هذه التفاصيل يساعد على تقليل القلق وتهيئة المريضة نفسيًا وبدنيًا للتجربة، كما يسهل الالتزام بتعليمات الطبيب لضمان الشفاء السليم وتجنب أي مضاعفات، فيما يلي نظرة على ما يحدث قبل وأثناء وبعد العملية:
ما قبل العملية
قبل الخضوع لعملية الاستئصال الغدد، يحرص الطبيب المعالج على شرح كافة خطوات الإجراء للمريضة بالتفصيل، والحصول على موافقتها الطبية بعد توضيح الفوائد والمخاطر المحتملة، يتم مراجعة التاريخ الصحي الكامل للتأكد من أن المريضة مرشحة مناسبة لهذا النوع من التدخل الجراحي، كما يتم مناقشة أي عوامل قد تزيد من فرص حدوث مضاعفات، يشمل التحضير كذلك تقديم إرشادات واضحة للمريضة حول ما يجب القيام به قبل العملية، وكيفية الاستعداد لفترة التعافي، وفي حال استخدام التخدير العام.
أثناء العملية
تستغرق عملية استئصال الغدد البارثولينية ما بين 10 إلى 15 دقيقة، وتجرى عادةً في غرفة عمليات مخصصة، مع إمكانية العودة إلى المنزل في نفس اليوم، وستخدم أحد أنواع التخدير، إما الموضعي حيث تبقى المريضة مستيقظة دون الشعور بالألم، أو العام إذا اقتضت الحالة، يعقم المكان جيدًا لتقليل خطر العدوى، ثم يفتح الكيس جراحيًا لتفريغه من محتواه، وتغسل التجويف الملتهب بمحلول ملحي، بعد ذلك، تطوى جدران الكيس إلى الخلف وتخاط بخيوط قابلة للذوبان مع الجلد المحيط، مما يخلق فتحة صغيرة مستمرة تسمح بتصريف الإفرازات بشكل دائم من غدة بارثولين، وأثناء العملية، قد يقوم الطبيب بفحص جدران الكيس للتأكد من عدم وجود أي علامات سرطانية، وفي حال الاشتباه، يؤخذ عينة لفحصها مخبريًا.
ما بعد العملية
بعد الانتهاء من استئصال الغدد البارثولينية، يقوم الطبيب بفحص مكان الجرح للتأكد من عدم وجود نزيف غير طبيعي، في بعض الحالات، قد توضع قطعة من الشاش داخل الجرح، ولكن غالبًا ما يكفي استخدام الفوط الصحية لامتصاص أي دم ناتج، تنقل المريضة إلى غرفة التعافي وتبقى تحت المراقبة لبضع ساعات قبل السماح لها بالعودة إلى منزلها، يمكن وصف مسكنات الألم إذا كانت الأعراض حادة، أو يكتفى باستخدام الأدوية المتوفرة دون وصفة طبية، وفي بعض الحالات، قد تصرف مضادات حيوية للوقاية من العدوى، إلا أن استخدامها لا يكون ضروريًا في معظم الأحيان.
مضاعفات عملية استئصال الغدد البارثولينية
بالرغم من أن العملية تعد من الإجراءات الجراحية البسيطة نسبيًا، إلا أنها كغيرها من التدخلات الجراحية، لا تخلو تمامًا من بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة، حتى وإن كانت نادرة الحدوث، واليك فيما يلي أبرز المضاعفات المحتملة:
- من الشائع الشعور بدرجة من الألم بعد الجراحة، خاصة في الأيام الأولى، هذا الألم يكون ناتجًا عن التئام الجرح أو التهيج الموضعي.
- كأي تدخل جراحي هناك احتمال ضئيل لحدوث عدوى في موقع العملية، تظهر العدوى على شكل احمرار أو تورم أو إفرازات غير طبيعية.
- في بعض الحالات، قد يتكون نسيج ندبي مكان الجراحة، هذا النسيج قد لا يسبب مشكلة في معظم الحالات، لكنه في بعض الأحيان قد يؤدي إلى شعور بعدم الراحة.
- قد يحدث تجمع للدم تحت الجلد في موقع الجراحة، وهو ما يعرف بالورم الدموي، وعلى الرغم من أنه أمر نادر، فإنه قد يتطلب في بعض الحالات تدخلاً بسيطًا لتصريفه.
رعاية نسائية متكاملة يقدمها الدكتور عمرو أبو العز في الكويت
إن الدكتور عمرو أبو العز استشاري أمراض النساء والتوليد، من الأسماء البارزة في مجال الرعاية الصحية للمرأة في الكويت، حيث يقدم منظومة متكاملة من الخدمات الطبية التي تغطي مختلف الجوانب المتعلقة بصحة المرأة، مع اهتمام خاص بالتشخيص الدقيق والعلاج الفعال لمشاكل غدة بارثولين ومضاعفاتها.
يعتمد الدكتور عمرو على أحدث الوسائل التقنية وأدق الأجهزة الطبية الحديثة في تقديم خدماته، مما يسهم في ضمان أقصى درجات الأمان والدقة أثناء الفحص والعلاج، سواء في الحالات البسيطة أو المعقدة، ومن أبرز ما يميزه هو تقديم رعاية متقدمة لحالات كيسات أو خراجات غدة بارثولين، أو في الحالات المتقدمة التي تستدعي استئصال الغدد البارثولينية.
مع مراعاة تقليل الألم والآثار الجانبية قدر الإمكان، كما يشمل نطاق عمل الدكتور عمرو متابعة الحمل بدقة منذ مراحله الأولى، والحرص على صحة الأم والجنين عبر فحوصات دورية وتدخلات دقيقة عند الضرورة، إضافة إلى ذلك، يقدم الرعاية المتخصصة في مختلف اضطرابات الدورة الشهرية، والخلل الهرموني، وغيرها من الحالات النسائية، مما يجعله من الأطباء الموثوقين في تقديم رعاية شاملة وداعمة للمرأة في كل مراحل حياتها.
استئصال الغدد البارثولينية يعد خيارًا علاجيًا نهائيًا لحالات معينة لا تستجيب للعلاجات التحفظية، وينفذ بدقة عالية لتخفيف الألم والوقاية من التكرار، وتحت إشراف الدكتور عمرو أبو العز، استشاري أمراض النساء والتوليد في الكويت، تجرى هذه العملية وفق أعلى معايير الأمان والجودة، لضمان راحة المريضة وسلامتها.
الأسئلة الشائعة
متى يكون استئصال غدة بارثولين ضروريًا؟
يوصى باستئصال الغدة فقط إذا تكررت الإصابة بكيسات أو خراجات مؤلمة رغم استخدام العلاجات التحفظية مثل قسطرة وورد أو المارسبيوليزيشن، أو إذا كانت الحالة مزمنة ومعقدة، وأثرت على حياة المريضة.
هل تؤثر إزالة غدة بارثولين على ترطيب المهبل؟
في أغلب الحالات لا تؤثر إزالة غدة واحدة على وظيفة الترطيب المهبلي بشكل ملحوظ، خاصة أن الغدة الثانية تبقى فعالة، كما أن الجسم يعتمد على عدة مصادر للترطيب، ومع الوقت تتأقلم أنسجة المهبل مع التغيرات.
ما هي المخاطر المحتملة بعد عملية استئصال الغدة؟
رغم أن العملية بسيطة نسبيًا ولكن قد تحدث بعض المضاعفات مثل الألم المؤقت، أو عدوى بسيطة، أو نسيج ندبي، وفي حالات نادرة جدًا قد يتكون ورم دموي يحتاج إلى تصريف، لذلك من المهم اتباع تعليمات الطبيب بعد الجراحة بدقة.


