تعد الهبات الساخنة واحدة من أكثر الأعراض شيوعًا لدى معظم النساء في مرحلة انقطاع الطمث، فهي ليست مجرد إحساس بالحرارة، بل أمرا يؤثر بشكل كبير على نمط حياتها اليومية، وجودة النوم، وصفو المزاج، ومع التوعية المتكررة حول تأثير هذه الأعراض على صحة المرأة، يصبح من الضروري فهم أسبابها وتأثيراتها، وكيفية التعامل معها، والخيارات المتاحة لعلاجها.
ما هي الهبات الساخنة
الهبات الساخنة هي إحساس مفاجئ وسريع بالحرارة الشديدة يبدأ عادة في الوجه أو الرقبة ثم ينتشر إلى باقي الجسم، يستمر هذا الشعور لدقائق يصاحبه تعرق شديد وأحيانًا احمرار في الجلد، وتسارع نبضات القلب، غالبًا ما تكون مرتبطة بانقطاع الطمث.
إذ تؤثر التغيرات الهرمونية على قدرة الجسم على التحكم في درجة حرارته، مما يجعل الجسم يعتقد بشكل خاطئ أنه بحاجة إلى التخلص من الحرارة، ويحدث ذلك نتيجة توسع الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم في تلك المناطق.
تستمر الهبة الساخنة عادة لبضع دقائق، وقد تحدث أثناء النوم، مما يسبب تعرقًا ليليًا يؤثر على جودة النوم، وتعاني أكثر من ثلثي النساء من هذه الحالة بعد انقطاع الطمث، وتستمر عادة لعدة سنوات قبل أن تضعف.
كما تزداد لدى المدخنات وذوات الوزن الزائد، وقد تحدث أيضًا بسبب بعض العوامل مثل: العلاج الكيميائي أو جراحة استئصال المبيضين.
أسباب الهبات الساخنة الشائعة
تحدث الهبات الساخنة نتيجة عدة عوامل رئيسية، وفهم هذه الأسباب يمكن أن يساعد البعض في التعرف على عوامل الخطر، مما يساعد في اتخاذ خطوات مناسبة للتخفيف من الأعراض، وإليك الأسباب:
تغير مستويات هرمون الإستروجين هي السبب الأكثر شيوعًا للهبات الساخنة، لا سيما مع اقتراب النساء من فترة انقطاع الطمث، حيث تنخفض كمية الهرمون، مما يؤثر على مركز تنظيم الحرارة في الدماغ، فتكون ردة فعل الجسم إطلاق إحساس بالحرارة.
- يزيد الشعور بالتوتر إفراز هرمونات مثل الأدرينالين، مما قد يؤدي إلى حدوث هذه الأعراض.
- كذلك ارتفاع درجات الحرارة أو ارتداء الملابس الثقيلة.
- تناول بعض أنواع من الأطعمة والمشروبات الحارة يمكن أن يكون محفز.
- أحيانا بعض أنواع الأدوية لعلاج الاكتئاب أو بعض حالات السرطان، يمكن أن تكون سبب كأحد الآثار الجانبية.
جدير بالذكر أن بعض الحالات الطبية، مثل اضطرابات الغدة الدرقية، والسمنة، قد تزيد من فرص حدوث الهبة الساخنة بسبب تأثيرها على مستوى الهرمونات.
ما سبب الهبات الساخنة للمتزوجة
ذكرنا سابقا أن السبب الرئيسي للهبات الساخنة هو التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث أو خلالها، كما أنها تحدث للمتزوجة وغير المتزوجة بشكل متساوٍ بسبب التركيب الفسيولوجي للمرأة، ومع ذلك، قد تؤثر عوامل أخرى مثل أسلوب الحياة أو الإجهاد على شدتها.
أسباب الهبات الساخنة في سن الأربعين
تبدأ في سن الأربعين التغيرات الهرمونية الطبيعية المرتبطة بفترة ما سن اليأس وهي المرحلة التي تسبق انقطاع الطمث الكامل، بالتأثير على النساء. في هذه المرحلة، حيث تنخفض مستويات هرمون الإستروجين تدريجيًا مما يسبب اضطرابًا في تنظيم حرارة الجسم، وبالتالي تحدث الهبات الساخنة، وقد تتفاقم هذه الأعراض مع الإجهاد أو التدخين أو بسبب بعض الحالات الصحية مثل مشاكل الغدة الدرقية.
أسباب الهبات الساخنة في سن الثلاثين
أقل شيوعًا في هذا العمر، إلا أن ظهورها في سن الثلاثين قد يكون سببه اضطرابات هرمونية غير طبيعية، مثل تلك التي تحدث بسبب مشاكل في المبايض أو الغدة الدرقية، قد تكون أيضًا نتيجة لأسباب غير هرمونية مثل استخدام بعض الأدوية، أو حالات مرضية تؤثر على مستويات الهرمونات مثل السمنة المفرطة، والأمراض المزمنة.
متى تكون الهبات الساخنة خطيرة؟
بعض الحالات، يمكن أن تشير الهبات الساخنة إلى مشكلة صحية خطيرة إذا كانت مصحوبة بأعراض غير طبيعية، مثل حدوثها بشكل مفرط ومتكرر أو التي ترافقها أعراض مثل فقدان الوزن المفاجئ، ضيق التنفس، أو خفقان القلب، قد تكون علامة على وجود مشكلة صحية كامنة مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو الأورام الهرمونية. في هذه الحالات، يجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود حالة طبية خطيرة تحتاج إلى علاج فوري.
لماذا لا أستطيع النوم في سن اليأس
خلال سن اليأس قد تواجه النساء صعوبات في النوم بسبب التعرق الليلي والهبات الساخنة، نتيجة لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين، يتأثر نظام تنظيم الحرارة في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاعها أثناء الليل. هذه التغيرات تجعل النوم متقطعًا وغير مريح، بالإضافة إلى ذلك، التغيرات المزاجية مثل القلق والاكتئاب المرتبطة بسن اليأس قد تزيد من صعوبة النوم.
هل نقص الفيتامين يسبب الهبات الساخنة؟
ليس هناك دليل قاطع يشير إلى أن نقص الفيتامينات هو السبب المباشر للهبات الساخنة، ولكن بعض الدراسات تشير إلى أن نقص فيتامين D وفيتامين B قد يؤثر على الصحة العامة ويزيد من حدة بعض الأعراض المتعلقة بسن اليأس، لأنهما يلعبان دورًا في توازن الهرمونات، وقد يساهم النقص في زيادة الأعراض.
التعامل مع الهبات الساخنة واضطرابات النوم في سن اليأس
تغيير نمط الحياة يمكن أن يساعد بشكل كبير في تقليل شدة وتكرار الهبات الساخنة، وإليك بعض النصائح الفعالة:
- تجنب الأطعمة الحارة
- التقليل من شرب الكافيين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
- ارتداء ملابس خفيفة يساعد على تقليل التعرق والشعور بالحرارة.
علاج الهبات الساخنة والتعرق الليلي
الهبات الساخنة والتعرق الليلي يمكن علاجها من خلال خيارات علاجية متنوعة:
1. العلاج الهرموني Hormone Therapy هو العلاج الأكثر فعالية لعلاج الهبات الساخنة، حيث يوصف الإستروجين أو مزيج من الاستروجين والبروجستيرون لتعويض الهرمونات المفقودة.
2. الأدوية غير الهرمونية مثل بعض مضادات الاكتئاب، ويمكن ذكر أسماء أدوية لعلاج الهبات الساخنة مثل: فينلافاكسين (Venlafaxine) أو أدوية أخرى مثل جابابنتين (Gabapentin)، وكذلك كلونيدين (Clonidine)، كلها تعمل على تقليل أعراض الهبات الساخنة.
كذلك بعض النساء يجدن العلاج في تناول المكملات مثل فول الصويا، والكوهوش الأسود والفيتامينات مثل B وD، ولكن من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام أي منها.
هل الهبات الساخنة من علامات سن اليأس
نعم، الهبات الساخنة هي من الأعراض الشائعة لانقطاع الطمث أو سن اليأس، وقد وضحنا في السطور أعلاه أنها تحدث بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، وذكرنا أفضل طرق التعامل لتخفيفها.
وختاما يمكننا القول بأن التعامل مع الهبات الساخنة واضطرابات النوم في سن اليأس والتعرق الليلي، ليس بالأمر المستحيل علاجه، هناك دائمًا أمل في تخفيف هذه الأعراض، وتذكري أن استشارة الطبيب تعد خطوة أساسية في إيجاد الحل الأنسب لحالتك.
