مع اقتراب الشهور الأخيرة في الحمل تبدأ المرأة بالتفكير في أنسب طريقة لولادة الجنين، إذ إنها تريد الأفضل لها ولمولودها خصوصًا إن كانت هذه التجربة الأولى، فغالبًا ما ترتبط بأول ولادة الكثير من المخاوف والأفكار السلبية، والتي يمكن إزالتها والتخلص منها من خلال الحصول على إجابات شافية لكل سؤال يخطر ببال الأم لسلامتها ولسلامة طفلها؛ مثل ما هي فوائد الولادة الطبيعية مقارنة بالقيصرية؟ وهذا ما نجيبه في مقالنا..
مقارنة بين الولادة الطبيعية والقيصرية
إن فكرنا فيما هي فوائد الولادة الطبيعية مقارنة بالقيصرية؟ سنجد أن لها العديد من الفوائد حيث إن الولادة المهبلية أصيلة ومعروفة بقدم بالتاريخ البشري لذا تعتبر الأكثر أمانًا وشيوعًا، رغم أن الأمر يعتمد على الحالة الصحية للأم ووضع الجنين وبضعة أمور أخرى، حيث هناك عدة عوامل لابد من وضعها بالاعتبار عند الاختيار بين الولادة الطبيعية والقيصرية وهي:
- مستوى الألم: رغم أن القدرة على تحمل الألم هي شيء نسبي يختلف من شخص لآخر، إلا إن في الولادة القيصرية يكون الألم بسيط أو معدوم في حال التخدير الكُلي مع فترة تعافي أشد إيلامًا بالمقارنة مع الولادة الطبيعية.
- مدة المخاض: عادةً تتطلب الولادة الطبيعية وقتًا أطول بالمقارنة مع القيصرية، إذ تتراوح الأخيرة بين 45 دقيقة وساعة في حين أن الطبيعية تكون بين 12 إلى 14 ساعة.
- وقت التعافي: في الولادة القيصرية يصل إلى 6 أسابيع وأحيانًا يتجاوز 8 أسابيع على عكس الولادة الطبيعية، والتي يتم التعافي بها بشكل تام في 6 أسابيع مع فترة إقامة أقل في المستشفى.
ما هي فوائد الولادة الطبيعية؟
في ظل الحديث عما هي فوائد الولادة الطبيعية مقارنة بالقيصرية؟ يلزم ذكر جمال الولادة الطبيعية وتأثيرها على علاقة الأم بالطفل وصلة الأبوين ببعضهما والذي يفسر تفضيل الأطباء لها لكونها الخيار الأكثر أمانًا للطفل وللأم، إذ إنها تتميز بالسلاسة، من المعروف أنه خلال الولادة المهبلية ينقبض الرحم، وبالتالي يترقق عنق الرحم وينفتح ليقود الجنين إلى الخارج من خلال المهبل “قناة الولادة” وفي العادة تتم هذه الولادة خلال الأسبوع 37 والأسبوع 41 من الحمل، ومن أبرز إيجابيات الولادة الطبيعية ما يلي:
- تتمكن المرأة من بدء الرضاعة في وقت أقرب.
- تحتاج المرأة لوقت أقل كي تمارس حياتها الطبيعية.
- احتمالات التعرض لمضاعفات في المستقبل تتضاءل.
- في حين أنها تساعد الجنين على تحسين الجهاز المناعي وتحد من فرص إصابته بأمراض الجهاز التنفسي.
عيوب الولادة الطبيعية
بعد الرد على استفسار هل الولادة الطبيعية مؤلمة أكثر من القيصرية؟ يجدر بنا ذكر أهم مساوئ الولادة المهبلية والتي تتمثل فيما يلي وتختلف شدتها وحدوثها من سيدة لأخرى:
- الإمساك والبواسير.
- النزف الطبيعي.
- المعاناة من التقلبات المزاجية.
- الاحتقان في الثديين.
- التشنجات.
- الألم في منطقة المهبل.
- الصداع والهبات الساخنة المرتبطة بالتغييرات الهرمونية أيضًا.
ما هي إيجابيات الولادة القيصرية؟
يوجد عدد من الحالات التي تستدعي الولادة القيصرية والتي يحددها الطبيب المعالج ولكن هناك من يُفضل الولادة القيصرية لما تتميز به من مزايا مثلما يلي:
- القدرة على اختيار اليوم والساعة التي يحضر بها المولود المنتظر إذ يتم التخطيط لها وتحديد موعد مع الطبيب مع ما يصاحب هذا من إمكانية الاستعداد والشعور بالسيطرة الذي تحتاجه الأم.
- الحماية من مخاطر بعض الأمور مثل سلس البول والضعف الجنسي.
- تقليل احتمال تعرض الجنين لعدم وصول الاكسجين للمخ خلال العملية.
- حماية الطفل من التعرض للمخاطر والصدمات خلال المرور من قناة الولادة.

ما هي سلبيات الولادة القيصرية؟
في ضوء الحديث عما هي مزايا وعيوب العملية القيصرية؟ يجدر بنا الالتفات إلى عيوب الولادة القيصرية والتي شأنها كشأن أي عملية جراحية أن تكتنف على بضع مخاطر محتملة سواء للجنين أو للأم وتتمثل فيما يلي:
- تهدد الولادة القيصرية إصابة الأم بالعدوى من خلال الالتهاب في بطانة الرحم أو في المسالك البولية وكذلك في موضع الجراحة.
- يمكن أن تتعرض الأم لنزيف حاد خلال عملية الولادة أو فيما بعد.
- قد تؤدي إلى الإصابة بجلطات دموية في الأوردة بمنطقة الساقين أو الحوض ويمكن أن تُشكل خطر على الحياة إن وصلت للصمام الرئوي.
- بعض النساء لا تستجيب بالشكل المطلوب للتخدير وقد يعطي الجسم رد فعل غير متوقع لأي نوع من أنواع التخدير.
- كلما زاد عدد العمليات القيصرية كلما زاد احتمال المعاناة من المشيمة المنزاحة والمشيمة الملتصقة بجدار الرحم إلى جانب عدد من المخاطر والمضاعفات في حالات الحمل المستقبلية.
- قد يتعرض الطفل المولود قيصريًا إلى مشكلة بالتنفس تعرف بـ “تسرع النفس العابر” حيث يتنفس بمعدل أسرع لبضع أيام بعد الولادة.
- كما أن جلد الطفل قد يصاب بشقوق خلال الجراحة وهذا أمر نادر الحدوث.
لماذا تلد المرأة قيصري؟
غني عن البيان لماذا يفضل الرجل الولادة القيصرية؟ إذ إنها تحافظ على ضيق المهبل، مما يوفر فرصة أكبر للاستمتاع بالعلاقة الزوجية بعكس الولادة الطبيعية التي قد تؤدي لترهل عضلات المهبل خصوصًا مع كثرة الولادات، ولكن يلزم العلم أن هناك مجموعة من الحالات الصحية التي تستدعي الولادة القيصرية وهي:
- عسر الولادة بسبب صعوبة تمدد وفتح عنق الرحم أو عدم القدرة على توسيع عنق الرحم بالشكل المطلوب.
- في حال معاناة الجنين من مشكلة صحية مثل عدم انتظام معدل نبضات القلب.
- إن كان وضع الجنين غير مناسب أو عند تدلي الحبل السري.
- إذا كان الأم حامل بأكثر من جنين في حالات ثلاث توائم أو أكثر.
- عند إصابة الأم بمشكلة صحية مثل أمراض القلب والدماغ.
- الإنسداد في قناة الولادة بسبب ورم ليفي أو كسر في الحوض وحتى إن كان الجنين مصاب بتضخم الرأس بشكل غير طبيعي.
- إذا كانت المرأة قد تعرضت إلى الولادة القيصرية سابقًا.
اقرأ ايضا :متى تتم الولادة القيصرية في الشهر التاسع
نصائح ما قبل الولادة
من أهم التجارب الحياتية التي تخوضها المرأة هي الولادة إذ إنها معجزة إلهية بلا شك ملهمة ومؤثرة للغاية، لذا لابد أن تبدأ المرأة بالاستعداد لها قدر الإمكان وذلك من خلال اتباع النصائح الآتية:
- من اللازم المتابعة مع طبيب نساء وتوليد وذلك لتحديد التحديات المحتملة والقيام باتباع منهجية للتغلب عليها بسلاسة.
- ضروري أن تقوم الحامل باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يشتمل على كافة أنواع الخضار والفاكهة للحصول على الفيتامينات والمعادن الأساسية.
- النوم لساعات كافية ومتواصلة ليلًا بين 8 إلى 10 ساعات.
- تجنب الكافيين بشكل تام وخصوصًا في الشهور الأخيرة من الحمل.
- تعلم تقنيات التنفس الصحيح وذلك لتستطيع الحفاظ على هدوئها خلال عملية المخاض.
- من أجل ضمان الخضوع للولادة الطبيعية يجب على المرأة أن تداوم على تمارين تسهيل وتسريع عملية المخاض.

من الممكن إجراء ولادة طبيعية بعد القيام بالقيصرية، إذ إن الخوف يتغلب على العديد من الأمهات مع أول مولود ويلجأون إلى هذا الخيار وذلك لتجنب الألم الناجم عن المخاض والمضاعفات المحتملة في الولادات الطبيعية، رغم أن قرار الولادة القيصرية ليس مثاليًا بالنسبة للنساء التي تحلم بإنجاب عدد كبير من الأطفال، لذا يفضل القيام ببحث مطول ووضع كل العوامل بالاعتبار بعد مناقشة الأمر مع الطبيب المتابع لاختيار الأفضل حسب حالة الأم والجنين.