خلال فترة الحمل تمر المرأة بعدة مراحل مختلفة، من أهمها مراحل تطور الجنين خلال الثلث الأول، حيث تشهد هذه الفترة تغيرات هائلة وسريعة في نمو الجنين وتكوين أعضائه وأجهزته الرئيسية، حيث يبدأ فيها الجنين بالتكون عندما يتم تخصيب البويضة من قبل الحيوان المنوي، ثم تتحول البويضة المخصبة من مجرد مجموعة من الخلايا إلى كائن حي يتكون من رأس وجذع وأطراف في الأسبوع الثاني عشر من الحمل.
مراحل تطور الجنين خلال الثلث الأول
تبدأ المرحلة الأولى من تطور الجنين خلال الثلث الأول من عملية التبويض والتي تحدث عندما ينمو عدد من البويضات داخل المبيض أثناء كل دورة شهرية، ولكن عادة ما تنضج بويضة واحدة فقط، ثم يتم إطلاق هذه البويضة الناضجة من المبيض، ويحدث هذا قبل موعد الدورة الشهرية بأسبوعين.
وفي حال حدوث جماع أثناء فترة التبويض، تسبح الحيوانات المنوية الموجودة في السائل المنوي للرجل، عبر عنق الرحم وقناة فالوب بالمرأة، وذلك لكي تلتقي بالبويضة وتقوم بتخصيبها، وعند عملية الإخصاب تتحد المادة الوراثية للبويضة والحيوان المنوي لتكوين خلية واحدة تسمى الزيجوت، ومن هنا سوف نتحدث معكم طول ما الذي يحدث خلال الثلث الأول من الحمل:
- الأسبوع الأول والثاني: بعد الإخصاب، تبدأ البويضة الملقحة في الانقسام والتكاثر، وتنتقل من قناة فالوب إلى الرحم وتلتصق ببطانته، وخلال هذه الفترة، تبدأ تكوين طبقات الخلايا التي ستكون أساسا لتكوين جميع أعضاء وأجهزة الجنين.
- الأسبوع الثالث والرابع: يبدأ قلب الجنين ينبض، ويتشكل الأنبوب العصبي الذي سوف يتطور إلى الحبل الشوكي والدماغ، كما تبدأ براعم الأطراف في الظهور.
- الأسبوع الخامس والسادس: وهنا يصبح الرأس أكبر حجما مقارنة ببقية الجسم، وتبدأ ملامح الوجه في الظهور تدريجيًا، وتتشكل العيون والأذنين والأنف.
- الأسبوع السابع والثامن: بينما تستمر الأعضاء الداخلية في النمو والتطور، وتبدأ الأطراف في التطويل وتتشكل الأصابع والقدمين.
- الأسبوع التاسع والاثنا عشر: يكتمل تكوين معظم الأعضاء والأجهزة الرئيسية، ويبدأ الجنين في الحركة والرد على المحفزات الخارجية.
نهاية الثلث الأول من الحمل
بحلول نهاية الأسبوع الثاني عشر، يكون الجنين قد اكتملت معظم ملامحه وأعضائه الرئيسية، حيث يبلغ طوله حوالي 3 بوصات ويزن حوالي 31 جراما، ويمكن للطبيب باستخدام الموجات فوق الصوتية تحديد جنس الجنين في هذه المرحلة.
إليكم آخر مراحل تطور الجنين خلال الثلث الأول:
- يبدأ الجنين في الحركة الخفيفة جدًا ولا تشعر بها الأم عادة.
- يبدأ تكوين الهيكل العظمي للجنين، ويتحول من الغضروف إلى العظام.
- ثم تبدأ تتكون المشيمة التي تغذي الجنين بالأكسجين والمغذيات، وتتكون أيضًا السائل الأمنيوسي الذي يحمي الجنين ويسمح له بالحركة بكل حرية.
التغيرات التي تحدث على الأم خلال الثلث الأول
خلال الأسابيع الأولى من الحمل، تشهد المرأة العديد من التغيرات الجسدية والهرمونية، والتي قد تختلف من امرأة لأخرى، ومن الشائع الشعور ببعض أو كل الأعراض التالية:
- التعب والإرهاق: بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة حجم الجنين في الرحم، مما يجعل يزداد طلب الطاقة من الأم.
- الغثيان والقيء: وهو ما يعرف بـ”غثيان الصباح”، وقد يستمر طوال اليوم.
على ماذا يتغذى الجنين في الشهور الأولى؟
في بداية الحمل، يتغذى الجنين بشكل أساسي من حويصلة الصفار (Yolk sac)، وهي عبارة عن كيس صغير يرتبط بالجنين ويحتوي على مواد غذائية تغذي الجنين في الأسابيع الأولى من الحمل، حيث تتكون حويصلة الصفار من خلايا خاصة تنتج سائلا غنيا بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجنين لنموه وتطوره، ومع مرور الوقت، تبدأ المشيمة في التكوين والنمو، وتصبح هي المصدر الرئيسي لتغذية الجنين بدءا من الأسبوع الثاني عشر تقريبًا.
ما هو الأكل الممنوع في الشهور الأولى من الحمل؟
هناك قائمة يقدمها الطبيب لكل أم حامل في الأشهر الثلاثة الأولى، والتي تشمل مجموعة متنوعة من الأطعمة والمأكولات الممنوع تناولها خلال الثلث الأول من الحمل، منها:
- اللحوم النيئة أو غير المطهية جيدًا: مثل اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك النيئة، حيث قد تكون ملوثة ببكتيريا الليستيريا والسالمونيلا.
- البيض النيء أو غير المطبوخ جيدًا: مثل البيض المخفوق أو المايونيز المصنوع من البيض النيء، حيث قد يحتوي على بكتيريا السالمونيلا.
- الألبان غير المبسترة: قد تحتوي على بكتيريا ضارة مثل الليستيريا والسالمونيلا.
- المأكولات البحرية التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق: مثل سمك القرش وسمك أبو سيف وسمك التونة، حيث قد يؤدي الزئبق إلى تلف الجهاز العصبي للجنين.
- الأطعمة المعلبة: تحتوي بعض الأطعمة المعلبة على نسبة عالية من الصوديوم والسكريات، والتي قد تؤثر على صحة الأم والجنين.
- الكافيين: يجب تقليل كمية الكافيين التي تتناولها الحامل، حيث قد يرتبط بتأخر نمو الجنين وزيادة خطر الإصابة بالإجهاض.
- الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة: قد تسبب حرقة المعدة والإسهال لدى بعض الحوامل.
- الأطعمة الغنية بالسكر: كما يجب تجنب الإفراط في تناول السكريات، حيث قد يؤدي إلى زيادة الوزن وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري خلال الحمل.
- الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والدهون المتحولة: يجب تجنب هذه الأطعمة قدر الإمكان، حيث قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كيف أحمي نفسي من الإجهاض في الثلث الأول؟
على الرغم من أهمية الثلث الأول من الحمل، إلا أنها تعد أكثر خطورة على الأم والجنين، وقد تصبح فيها المرأة أكثر عرضة للإصابة بالاجهاض أي فقدان الجنين، لذلك لابد من الاعتناء جيدا بهذه المرحلة، وذلك عن طريق اتباع النصائح التالية:
- زيارة الطبيب بشكل منتظم للاطمئنان على صحة الأم ومتابعة نمو الجنين.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالعناصر الغذائية السليمة والتي تتمثل في تناول الفواكه والخضروات.
- الإكثار من تناول الأطعمة البروتينية مثل الفول والعدس والحمص والبيض والأسماك.
- لابد من تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من حمض الفوليك أو تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على هذا الحمض تجنباً إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية.
- ممارسة التمارين الرياضية المناسبة خلال هذه الفترة ولابد من استشارة الطبيب أولا وقبل كل شيء.
- الحفاظ على الوزن الصحي وتجنب الوزن الزائد لأنه قد يزيد من خطر الإجهاض.
- فمن المهم مراقبة الحالة الصحية للأم الحامل بشكل جيد تحت إشراف الطبيب، وهذا في حالة المعاناة من اي مرض مزمن مثل السكري أو ضغط الدم المرتفع.
- ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل تمارين اليوجا والتأمل.
- الحصول على قسط كاف من النوم لساعات طويلة، مع ضرورة تجنب الإجهاد والتوتر الزائد.
- توقف التدخين وتعاطي المخدرات أو أي نوع من المشروبات الكحولية.
- تجنب التعرض للمواد الكيميائية السامة والإشعاع الضار، وأخذ كافة الاحتياطات اللازمة للحماية من الفيروسات والأمراض المعدية.
وفي الختام نود أن تقول لكم أن مراحل تطور الجنين خلال الثلث الأول هي فترة حاسمة في تطور الجنين، حيث يتم وضع الأساس لنموه الصحي، ومن خلال الاهتمام بصحة الحامل وتغذيتها، يمكنها أن تساعد جنينها على النمو بشكل طبيعي وسليم.