أسباب التبويض المتأخر

ما هي أسباب التبويض المتأخر؟

هل سبق وتساءلتِ عن ما هي أسباب التبويض المتأخر؟ إنه سؤال يشغل بال العديد من النساء خاصةً أولئك اللواتي يخططن للحمل، فالتبويض المتأخر قد يكون مصدر قلق للكثير من السيدات، لكنه في الواقع أكثر شيوعًا مما نعتقد ويوجد عدد لا بأس به من النساء التي تعاني من الإصابة به. 

ومن خلال هذا المقال سنكتشف معًا الأسباب الرئيسية وراء هذه الظاهرة، وسنلقي نظرة على كيفية تأثيرها على الخصوبة وصحة المرأة بشكلٍ عام، سواء كنتِ ترغبين في حدوث حمل أو مجرد إنكِ مهتمة بفهم جسمك بشكل أفضل، فإن معرفة أسباب التبويض المتأخر يُعد أمر ضروري لكل امرأة.

ما المقصود بعملية التبويض؟

عملية التبويض هي مرحلة حيوية في الدورة الشهرية للمرأة، حيث يقوم المبيض بإطلاق بويضة ناضجة إلى قناة فالوب، وتبدأ هذه العملية المعقدة عندما يحفز الهرمون المنبه للجريب (FSH) نمو عدة جريبات في المبيض. 

ومع مرور الأيام أحد هذه يتفوق الجريبات على البقية ليصبح الجريب المهيمن، الذي يحتوي على البويضة الناضجة، وفي منتصف الدورة الشهرية التي عادةً تكون في اليوم الرابع عشر في دورة مدتها 28 يومًا يحدث ارتفاع مفاجئ في مستوى الهرمون الملوتن (LH). 

وهذا الارتفاع يؤدي إلى تمزق الجريب المهيمن وإطلاق البويضة التي تلتقطها بسرعة أهداب قناة فالوب الدقيقة، وبمجرد تحررها تبقى البويضة قابلة للإخصاب لمدة تتراوح بين 12 و24 ساعة فقط، مما يجعل توقيت هذه العملية بالغ الأهمية للنساء اللواتي يخططن للحمل. 

كما أن التسلسل الدقيق من الأحداث يعتمد بشكل كبير على التوازن الهرموني السليم وصحة الجهاز التناسلي للمرأة، مما يجعله جزءًا أساسيًا من عملية الإنجاب الطبيعية.

ما هو التبويض المتأخر؟

التبويض المتأخر هو حالة تحدث عندما يتأخر إطلاق البويضة عن موعدها الطبيعي في الدورة الشهرية للمرأة، ففي الدورة المثالية التي تستمر 28 يومًا، ويحدث التبويض عادةً في اليوم 14، لكن في حالة التبويض المتأخر، قد يحدث بعد اليوم 21 أو حتى أقرب إلى نهاية الدورة، وهذا التأخير يمكن أن يؤثر على طول الدورة الشهرية بأكملها، مما قد يسبب قلقًا للنساء خاصةً ممن هم يرغبون في حدوث حمل.

بالإضافة إلى أنه يعتبر مؤشرًا على اختلال في التوازن الهرموني الطبيعي للجسم، بسبب تأخر إفراز هرمون LH المسئول عن تحفيز إطلاق البويضة، وهذا الاختلال قد يكون مؤقتًا نتيجة عوامل خارجية مثل الإجهاد أو التغيرات في نمط الحياة، أو قد يكون علامة على حالة طبية تحتاج إلى تقييم طبي.

وعندما يحدث التبويض المتأخر بشكل متكرر، قد يؤثر على الخصوبة ويجعل التخطيط للحمل أكثر تحديًا، حيث يصعب توقع موعد التبويض الفعلي، لذلك من المهم فهم أسباب هذه الحالة، ومراقبة نمط الدورة الشهرية للمساعدة في تحديد أي تغييرات غير طبيعية تستدعي استشارة الطبيب.

التبويض المتأخر يُعد مصدر قلق للعديد من النساء خصوصًا الذين يخططون للحمل، وفي الحالات الطبيعية يحدث التبويض عادةً في منتصف الدورة الشهرية، لكن عندما يتأخر عن اليوم 21 يعتبر تبويضًا متأخرًا، ويوجد هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى هذا التأخير، وفهم تلك الأسباب يمكن أن يساعد في تحديد الخطوات المناسبة للتعامل معها، لذلك دعونا نتعرف عليها، وهي كالتالي:

1- اضطرابات الغدة الدرقية

تلعب الغدة الدرقية دورًا محوريًا في تنظيم الهرمونات المسئولة عن التبويض، سواء كان نشاط الغدة مفرطًا أو منخفضًا، فإنه يؤثر على التوازن الهرموني في الجسم، كما أن قصور الغدة الدرقية على وجه الخصوص يمكن أن يُبطئ عملية نضوج البويضات، مما يؤدي إلى تأخر التبويض أو عدم انتظامه.

2- متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

وهي تعتبر من أكثر الأسباب شيوعًا للتبويض المتأخر، وتتميز هذه الحالة بخلل هرموني يؤدي إلى تكون حويصلات صغيرة على المبايض، مما يعيق التبويض الطبيعي، والنساء المصابون بـ PCOS قد يعانوا من دورات شهرية غير منتظمة، وقد لا يحدث التبويض في بعض الدورات على الإطلاق.

3- الإجهاد النفسي والجسدي

يمكن لنمط الحياة أن يؤثر بشكل كبير على توقيت التبويض، ويتمثل ذلك في الإجهاد النفسي المزمن والتمارين المكثفة، والتغيرات الحادة في الوزن، بالإضافة إلى سوء التغذية، فجميعها عوامل يمكن أن تؤدي إلى تأخر التبويض، والجسم يستجيب لتلك الضغوط بإفراز هرمون الكورتيزول الذي يمكن أن يعطل التوازن الهرموني الطبيعي.

4- اختلال التوازن الهرموني

قد يحدث خلل في إفراز الهرمونات الأساسية المسئولة عن التبويض، مثل الهرمون المنبه للجريب (FSH) والهرمون الملوتن (LH)، وهذا الخلل قد ينتج عن عوامل مختلفة، بما في ذلك الوراثة والأدوية، أو حالات طبية أخرى.

5- نقص الوزن الشديد أو السِمنة المُفرطة

كلاً من نقص الوزن الشديد أو السمنة المُفرطة يمكن أن يؤثر على التبويض، فنجد أن نقص الوزن قد يؤدي إلى توقف الدورة الشهرية، بينما السمنة يمكن أن تتسبب في مقاومة الأنسولين، وبالتالي يؤثر على إنتاج الهرمونات وتوقيت التبويض.

6- الأدوية والعلاجات الهرمونية

بعض الأدوية خاصةً موانع الحمل الهرمونية يمكن أن تؤثر على توقيت التبويض حتى بعد التوقف عن تناولها، وكذلك الأدوية المستخدمة لعلاج حالات مختلفة، مثل الاكتئاب أو الأمراض المزمنة قد تؤثر على الدورة الشهرية.

7- مشاكل المبيض

بمعنى حدوث خلل في وظائف المبيض، مثل قصور المبيض المبكر أو الأورام الحميدة، فإن ذلك يمكن أن يؤثر على عملية التبويض ويؤدي إلى تأخرها.

ما هي أعراض تأخر التبويض؟

تختلف أعراض تأخر التبويض من امرأة لأخرى، لكن هناك علامات شائعة يمكن ملاحظتها، ومعرفة تلك فهم تلك الأعراض تساعد النساء على تحديد متى قد يكون هناك تأخر في التبويض وتقييم الحاجة إلى استشارة طبية، ومن بين تلك الأعراض يكون التالي:

  • تغيرات في الدورة الشهرية، بمعنى أن عند إطالة فترة الحيض أكثر من المعتاد تعتبر أول علامة على تأخر التبويض. 
  • عادةً ما تلاحظ النساء تغيرات في كمية ونوعية إفرازات عنق الرحم خلال الدورة الشهرية، وفي حالة تأخر التبويض قد تستمر الإفرازات الكثيفة، والشفافة التي تشبه بياض البيض لفترة أطول من المُعتاد، أو قد لا تظهر في الوقت المتوقع.
  • حدوث تقلبات في درجة حرارة الجسم، بمعنى قد يمكن حدوث تغيير في ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة عن المُعتاد.
  • عند استخدام اختبارات التبويض المنزلية قد لا تظهر النتيجة الإيجابية في الوقت المتوقع، مما يشير إلى تأخر في عملية التبويض. 
  • بالإضافة إلى ظهور آلام في البطن أو تقلصات تستمر لفترة أطول من المعتاد.
  • وتغيرات في الثدي مثل الحساسية أو التورم مع تقلبات مزاجية مستمرة، بالإضافة إلى الشعور بالانتفاخ لفترات أطول

ما هو علاج التبويض المتأخر؟

علاج التبويض المتأخر يختلف باختلاف السبب الكامن وراءه، ولكن قبل البدء في أي علاج من الضروري إجراء تشخيص دقيق من قبل طبيب مختص لتحديد السبب الرئيسي، ومن طرق العلاج المُتبعة يكون:

  • إتباع نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية الأساسية.
  • ممارسة تمارين رياضية معتدلة بانتظام.
  • تحسين الحالة النفسية والمزاجية.
  • الاسترخاء مع النوم الكافي بشكل منتظم.
  • الحفاظ على وزن صحي وثابت.

  • من خلال تناول أدوية تحفيز التبويض مثل كلوميفين سيترات(Clomiphene Citrate)، وليتروزول .(Letrozole)
  • حقن الجونادوتروبين (Gonadotropin) وذلك يكون في الحالات الأكثر تعقيداً.
  • علاج اضطرابات الغدة الدرقية إذا كانت هي السبب.

  • مثل تناول الميتفورمين (Metformin) لتحسين مقاومة الأنسولين.
  • وأخذ أدوية موانع الحمل الهرمونية لتنظيم الدورة الشهرية.
  • وتناول أدوية مضادة للأندروجين إذا لزم الأمر.

  • مثل تناول فيتامينD، وحمض الفوليك مع أوميجا 3. 
  • بالإضافة إلى أخذ أدوية غنية بالمغنيسيوم والزنك.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يُنصح باستشارة الطبيب المختص في الحالات التالية:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية لعدة أشهر متتالية.
  • محاولة الحمل دون نجاح لمدة سنة أو 6 أشهر إذا كان عمرك فوق 35 عاماً.
  • ظهور أعراض غير معتادة قد تثير قلقك.

نعم يمكن أن يكون طبيعياً بشكل عرضي بسبب الإجهاد أو تغيرات نمط الحياة، ولكن إذا كان متكرراً بشكل مبالغ فيه فقد يشير إلى مشكلة تحتاج لتقييم طبي.

يظهر الحمل بعد حوالي 14 يوماً من حدوث التبويض، وفي حالة التبويض المتأخر سيتأخر أيضاً ظهور علامات الحمل وإيجابية اختبار الحمل.

يحسب عمر الحمل من أول يوم في آخر دورة شهرية حتى لو كان التبويض متأخراً، لكن الطبيب قد يعدل التاريخ المتوقع للولادة بناءً على موعد التبويض الفعلي عند تحديده بالموجات فوق الصوتية.

من علامات عدم التبويض يكون التالي:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • غياب تغيرات إفرازات عنق الرحم المعتادة.
  • عدم حدوث تغيرات في درجة حرارة الجسم الأساسية.
  • ظهور نتائج سلبية مستمرة لاختبارات التبويض.

التبويض المتأخر قد يدل على:

  • اختلال هرموني.
  • متلازمة تكيس المبايض.
  • مشاكل في الغدة الدرقية.
  • إجهاد نفسي أو جسدي.
  • تغيرات في الوزن.
  • تأثيرات بعض الأدوية.

في ختام مقالنا الذي يجيب عن سؤال ما هي أسباب التبويض المتأخر؟ نجد أن التبويض المتأخر حالة شائعة تؤثر على العديد من النساء، وتتنوع أسبابه بين اضطرابات هرمونية كمتلازمة تكيس المبايض ومشاكل الغدة الدرقية، وعوامل نمط الحياة كالإجهاد وتغيرات الوزن، وعلى الرغم من أن بعض حالات تأخر التبويض قد تكون طبيعية، إلا أن التأخير المتكرر  يستدعي استشارة طبية للتشخيص الدقيق ووضع خطة علاج مناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *