الحمل هو من أكثر المراحل المميزة في حياة المرأة فتلك المرحلة تشهد العديد من التغيرات الجسدية والمزاجية الغير متوقعة فتختلط المشاعر من سعادة وبهجة وأحيانا توتر وحزن خاصة إذا كانت تلك التجربة هي التجربة الأولى للمرأة ونتيجة لتغير الهرمونات في الجسم تحدث تغيرات نفسية وتلك التغيرات طبيعية ووارد حدوثها طول فترة الحمل, كيف تتعاملين مع تغيرات المزاج أثناء الحمل هذا ما سنتطرق إليه في الأسطر القادمة من هذا المقال.
تغيرات المزاج أثناء الحمل
لكي تعرفي كيف تتعاملين مع تغيرات المزاج أثناء الحمل عليك أولا بمعرفة طبيعة تلك التغيرات وليس بالضرورة أن تتعرض جميع النساء لتقلبات المزاج أثناء الحمل ولكن تتعرض لتلك التغيرات معظم النساء وتختلف التقلبات المزاجية طول فترة الحمل ففي بداية الحمل يكون هناك شعور بالرهبة والخوف من الخوض في تلك التجربة وخاصة إذا كانت التجربة الأولى وتكون هناك بعض المخاوف من التغيرات التي قد تحدث في الجسم والشكل وكل تلك التغيرات تؤثر على نفسية الحامل.
التغيرات التي تحدث في نفسية الحامل في أشهر الحمل
كما ذكرنا من قبل أن تقلبات المزاج أثناء الحمل تختلف طول أشهر الحمل وقد لا نلاحظ تلك التغيرات في الأشهر الأولي على نفسية الحامل وهذا يعتمد أيضا على طبيعة المرأة و طبيعة الجهد المبذول فإذا كانت المرأة قوية أو إذا كانت تتلقى دعم عاطفي قوي من قبل الأسرة قد تتغلب على تلك التغييرات بسهولة ولكن أبرز التغيرات التي تؤثر على نفسية الحامل ما يلي :
التغيرات المزاجية في الثلث الأول من الحمل
بسبب إرتفاع الهرمونات في الأشهر الأولي من الحمل خاصة هرمون البروجيسترون والإستروجين والذي يرتبط بمادة السيروتونين الموجودة بالدماغ والمسؤولة عن السعاده تحدث التغيرات التالية:
- الشعور بالقلق المستمر خاصة من فكرة إجهاض الجنين حيث أن فقد الجنين في الأشهر الأولي قد يحدث بنسبة ٢٠٪ وهذا يؤثر على نفسية الحامل.
- تتغير الحالة العاطفية للحامل فتتأثر بالمواقف بسرعة مما يسبب لها الغضب والإكتئاب.
التغيرات التي تحدث في الثلث الثاني من الحمل
بعدما تنتهي مرحلة القلق من فقد الجنين تبدأ نفسية الحامل في تلك المرحلة الجديدة بالتغير العاطفي والتأثر بوجود الجنين فتجد مشاعر مختلطة من اللهفة والفرح ومن ضمن تلك التغيرات التي تحدث في تلك المرحلة التالي:
- تبدأ المرأة الحامل في تلك المرحلة بالشعور بحركة الجنين .
- يصبح لدى المرأة الحامل إحتياجات ومتطلبات كثيرة مما يؤدي إلي زيادة اعتمادها على شريك حياتها.
- القلق المستمر من زيادة وزن الجسم المفاجئ.
- تزداد الإفرازات المهبلية في تلك المرحلة مما يؤثر ذلك علي نفسية الحامل ويزيد من الرغبة الجنسية لديها.
التغيرات التي تحدث في الثلث الأخير من الحمل
تتأثر نفسية الحامل في الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل بشكل كبير فتلك المرحلة التي تبدأ فيها الحامل بالتحضير نفسيا وجسديا لقدوم الجنين وهنا تبدأ الحامل بالشعور المستمر بالقلق من فكرة الولادة وتحمل مسؤولية الجنين ، وبرغم تلك التغيرات المزاجية التي تحدث في فترة الحمل إلا أنه يوجد العديد من التغييرات الجسدية التي تحدث أيضا مثل الإرهاق وقلة النوم وآلام الجسم المستمرة ، ولكي نتفادى التقلبات المزاجية ولمعرفة كيف تتعاملين مع تغيرات المزاج أثناء الحمل عليك بإتباع النصائح التي سنذكرها لاحقا.
كيف تتعاملين مع تغيرات المزاج أثناء الحمل
لامفر من تقلبات المزاج أثناء الحمل وليس التعامل معها بالأمر المستحيل ولكن هناك بعض النصائح الواجب إتباعها لتقليل الضغوطات النفسية وتجنب التغيرات المزاجية ومن ضمن تلك النصائح ما يلي:
1- التحدث بإستمرار مع شريك حياتك
طريقة التواصل الجيد مع شريك الحياة من أفضل الخطوات وأهمها في تحسين نفسية الحامل فهو لا يكون على دراية كافية وفهم بما يحدث من تقلبات وضغوط نفسية أثناء الحمل ولذلك فلابد من التحدث معه بكل صراحة عن كل ما يحدث من تغيرات لكي يقدم لك الدعم العاطفي الذي تحتاجينه.
2- النوم الكافي والراحة
كما ذكرنا من قبل أن قلة النوم والأرق من أكبر الأسباب التي تسبب التوتر والتقلبات المزاجية والجسدية أثناء الحمل لذلك لابد من الحصول على أكبر قدر من الراحة والنوم لكي تتجدد الطاقة في جسدك وأيضا لكي تشعري بالاسترخاء والهدوء ويتحسن مزاجك لذلك حاولي باستمرار تجديد البيئة المحيطة بك لكي تكون مكان مريح ومناسب يساعدك في النوم بشكل صحيح.
3- ممارسة الرياضة باستمرار
قد تتوتر المرأة الحامل عند سماع تلك النصيحة وهي ممارسة الرياضة فتعتقد أن ممارسة الرياضة تؤثر بشكل سلبي على الجنين ولكن الحقيقة أن الرياضة في غاية الأهمية للمرأة الحامل والمقصود بممارسة الرياضة هنا هيا التمارين الخفيفة مثل المشي واليوغا تلك التمارين التي تساعد في تحسين نفسية الحامل وتقلل التوتر والضغط النفسي الذي تشعر به أثناء فترات الحمل.
4 – تناول نظام غذائي صحي
النظام الغذائي الصحي يلعب دور مهم للغاية في تعديل نفسية الحامل فلابد من التأكد أن جميع الأطعمة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة لجسم الحامل وأيضا للجنين فلابد أن يكون النظام الغذائي متكامل مثل البروتينات الصحية والمفيدة والخضروات والأحماض الدهنية والأوميجا 3 والفواكه فكل تلك الأطعمة تجدد الطاقة في الجسم وتحسن المزاج ولابد من معرفة أن هناك بعض الأطعمة الضارة الواجب تجنبها أثناء فترة الحمل مثل الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية وغيرها.
5 – اللجوء إلي الطبيب المختص
في حالة إذا كانت التغيرات المزاجية شديدة تصل إلي حد الإكتئاب أو القلق المستمر لابد من سرعة التوجه إلي الطبيب المختص ولابد أيضا من إستشارة طبيب نفسي واتباع التعليمات اللازمة لتجنب حالات الضغط النفسي الشديدة.
6 – التأمل والاستجمام والاسترخاء
لكي تتعلمي كيف تتعاملين مع تغيرات المزاج أثناء الحمل لابد من اتباع تلك النصيحة الغاية في الأهمية والتي ستوفر عليكي العديد من الخطوات ألا وهي الإسترخاء فهذا الأمر يساعد في تهدئة العقل والجسم فعليك يوميا لمدة لا تقل عن عشر دقائق القيام بتمارين التنفس العميق مما يساهم في تخفيف القلق والتوتر.
7 – تخصيص وقت لنفسك
لابد أن تستمتعي بالوقت الخاص لنفسك قدر الإمكان خصصي لنفسك وقت لأداء الأشياء التي تحبيها مثل قراءة الكتب أو الخروج مع الأصدقاء أو مشاهدة الأفلام وهكذا هذا الوقت يساعدك في تحسين التقلبات المزاجية التي تعاني منها أثناء الحمل ويقلل من التوتر والقلق .
8 – اكتساب المعلومات المفيدة
لتحسين نفسية الحامل لابد من قراءة العديد من الكتب المتخصصة والمفيدة عن الحمل والولادة وكيفية التعامل مع مراحل الحمل المختلفة كل تلك الكتب تكسبك طاقة ولهفة لتجربة الولادة وتساعدك في تحسين مزاجك وشعورك بالفرح لاستقبال الجنين .
9 – مشاركة أفكارك ومشاعرك مع الأسرة
لابد من التحدث بكل صراحة عن ما تشعري به من تقلبات مزاجية مختلفة لكي تتلقى الدعم العاطفي الكامل من جانب أسرتك الأمر الذي يسهل عليكي فترات الحمل ويحميكي من الضغط النفسي أثناء الحمل.
10- تجنبي المجهود الزائد سواء في المنزل أو في العمل.
الخاتمة
كيف تتعاملين مع تغيرات المزاج أثناء الحمل ؟ هذا السؤال هو من أكثر الأسئلة المتكررة من قبل النساء الحوامل فمرحلة الحمل من أصعب المراحل التي قد تمر بها المرأة وتتغير نفسية الحامل باستمرار كما ذكرنا في المقال ولكي تتجنبي التقلبات المزاجية المزعجة لابد من اتباع جميع النصائح التي تحدثنا عنها لتنعمي بحمل آمن وصحي.