إن جسد المرأة عبارة عن نظام معقد، فهناك أشياء قليلة في الجسم مألوفة وبعضها الآخر غير متوقع، والدورة الشهرية هي واحدة من هذه الأشياء، والتمييز بين الانتظام وعدم الانتظام في فترات الحيض هو رحلة شخصية للغاية، فقد تواجه بعض النساء فترات حيض قليلة أو غائبة، وقد تمر أخريات بفجوات طويلة بين الدورات الشهرية وينتج ذلك بسبب وجود اختلال في الهرمونات وفي هذه المقالة، سنناقش مجموعة نصائح للتعامل مع اضطرابات الدورة الشهرية واختلال الهرمونات .
ما هو اختلال الهرمونات
يحدث خلل التوازن الهرموني عندما يكون هناك الكثير أو القليل جدًا من هرمون معين في الجسم، يمكن لطبيب أمراض النساء والتوليد مساعدتك في معرفة ما إذا كان لديك خلل هرموني وكيفية علاجه بشكل صحيح، وهناك العديد من العلامات والأعراض التي تشير إلى اختلال التوازن الهرموني، وتعتمد هذه العلامات والأعراض على الهرمونات أو الغدد التي لا تعمل بالشكل الصحيح، وقد تتسبب العديد من الحالات الهرمونية الشائعة في ظهور أي من الأعراض التالية:
- اضطرابات الدورة الشهرية
- زيادة الوزن
- فقدان الوزن
- ضعف العضلات
- تعب
- آلام العضلات، أو الحنان، أو التصلب
- زيادة أو نقصان معدل ضربات القلب
- التعرق
- زيادة الحساسية للبرد أو الحرارة
- كثرة التبول
- زيادة العطش
- زيادة الجوع
- انخفاض الرغبة الجنسية
- اكتئاب
- عدم وضوح الرؤية
- جفاف الجلد
- وجه منتفخ أو مستدير
لا يشير وجود واحد أو أكثر من هذه الأعراض بالضرورة إلى خلل هرموني محدد، يمكن أن يساعد طلب المشورة الطبية من طبيب أمراض النساء والتوليد في تشخيص وعلاج الأعراض والعلامات لديك.
أسباب اضطرابات الدورة الشهرية واختلال الهرمونات
قبل طرح نصائح للتعامل مع اضطرابات الدورة الشهرية واختلال الهرمونات هناك العديد من الأسباب المحتملة لاختلال التوازن الهرموني، ويعتمد ذلك على الهرمونات أو الغدد المتأثرة في الجسم، وتشمل بعض الأسباب الشائعة لاختلال التوازن الهرموني الأدوية وعلاجات السرطان واضطرابات الأكل والإجهاد والإصابة أو الصدمة والعلاج الهرموني وغير ذلك، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي حالات مثل مرض السكري وقصور الغدة الدرقية ومتلازمة كوشينغ ومرض أديسون والتهاب الغدة الدرقية وغيرها إلى اختلال التوازن الهرموني.
قد يكون الاختلال الهرموني، الذي يصيب النساء فقط، مرتبطًا بالهرمونات التناسلية، بما في ذلك الأسباب الشائعة لانقطاع الطمث، وانقطاع الطمث المبكر، والحمل، والرضاعة الطبيعية، ومتلازمة تكيس المبايض، والأدوية الهرمونية.
لتحديد ما إذا كنت تعانين من خلل هرموني، يمكنك مقابلة طبيب أمراض النساء والتوليد للإجابة على الأسئلة وإجراء الاختبارات اللازمة لتشخيص الحالة.
نصائح للتعامل مع اضطرابات الدورة الشهرية واختلال الهرمونات
بالنسبة للعديد من الأشخاص، يمكن أن تساعد التغييرات البسيطة والصغيرة في نمط الحياة في استعادة مستويات الهرمونات المناسبة في الجسم قد يؤدي اتباع نظام غذائي متوازن وعادات صحية إلى تحسين اضطرابات الدورة الشهرية، وفيما يلي بعض النصائح الهامة:
1- الحصول على كمية كافية من البروتين
توفر البروتينات الأحماض الأمينية التي لا يستطيع جسمك إنتاجها بمفرده وهي ضرورية لإنتاج هرمونات الببتيد، تلعب هذه الهرمونات دورًا حاسمًا في تنظيم العديد من العمليات الفسيولوجية، بما في ذلك النمو، و استقلاب الطاقة، والشهية، والإجهاد، والمزيد.
2- ممارسة الرياضة بانتظام
لا يمكن طرح نصائح للتعامل مع اضطرابات الدورة الشهرية واختلال الهرمونات دون ذكر الرياضة، لأن ممارسة قدر كافٍ من النشاط البدني يؤثر بشكل كبير على الصحة الهرمونية، فهو يعزز حساسية مستقبلات الهرمونات، مما يساعد على توصيل العناصر الغذائية وإشارات الهرمونات وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية على المدى البعيد.
3-المحافظة على وزن معتدل
يرتبط اكتساب الوزن بشكل مباشر باختلال التوازن الهرموني، ترتبط السمنة بنقص التبويض لدى النساء، يمكن أن يساعد تناول الطعام ضمن نطاق السعرات الحرارية الخاص بك في الحفاظ على تحسين اضطرابات الدورة الشهرية واختلال الهرمونات .
4- الاهتمام بصحة الأمعاء
تنتج الأمعاء عددًا كبيرًا من المستقلبات التي قد تؤثر على صحة الهرمونات، لذلك يجب اتباع نظام غذائي صحي متوازن يحتوي على الألياف والبروتينات والدهون الصحية والعناصر الغذائية الأخرى الهامة، وإذا كنت تعانين من مشاكل في الدورة الشهرية، فحاولي دمج البروبيوتيك في نظامك الغذائي، تناولي أطعمة مثل الزبادي والبذور المخمرة الأخرى.
5- تقليل تناول السكر
من ضمن أهم نصائح للتعامل مع اضطرابات الدورة الشهرية واختلال الهرمونات هي تقليل تناول السكريات، لأن هذا يساعد في تحقيق التوازن الهرموني، حيث يؤدى تناول السكر المضاف إلى تعزيز مقاومة الأنسولين، ويرتبط تناول الفركتوز باضطرابات في ميكروبيوم الأمعاء، مما يؤدي في النهاية إلى اختلال التوازن الهرموني واضطرابات الدورة الشهرية.
6- التقليل من التوتر
يمكن أن يؤدي التوتر إلى إلحاق ضرر كبير بهرمونات الجسم بعدة طرق، لذلك يجب الاهتمام بالصحة النفسية من خلال الابتعاد عن العوامل المسببة للتوتر والقلق وتنظيم الروتين اليومي والقيام بتمارين الاسترخاء واليوجا.
7- الحصول على قسط كافٍ من النوم
يعد النوم أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى اختلال التوازن الهرموني، يمكن أن ترتفع مستويات الهرمونات وتنخفض طوال اليوم بسبب جودة النوم، لذلك من ضمن نصائح للتعامل مع اضطرابات الدورة الشهرية واختلال الهرمونات النوم لمدة ثماني ساعات متواصلين.
يجب على النساء اللاتي يعانين من اضطرابات الدورة الشهرية ممارسة عادات نوم جيدة، حاولي اتباع روتين ليلي منتظم، انتقلي إلى غرفة نوم هادئة، ولا تستخدمي أي أجهزة تكنولوجية في غرفة النوم، كما يجب الحد من تناول الكافيين لتعزيز جودة النوم.
8- تناول الدهون الصحية
يمكن أن يساعد تناول الدهون الصحية في الحفاظ على توازن الهرمونات التي تشارك في الشهية والتمثيل الغذائي والشعور بالشبع، ويجب الابتعاد عن الدهون المشبعة التي تزيد من اضطرابات الدورة الشهرية، بالإضافة لذلك يجب تناول كمية كافية من الألياف لأنها تلعب دورًا في صحة الأمعاء، حيث تساعد في تنظيم الهرمونات مثل الأنسولين.
اقرأ ايضا:العلاقة بين اضطرابات الغدة الدرقية والدورة الشهرية
علاج اضطراب الهرمونات بعد الأربعين
في حالة شعورك بالعديد من أعراض اضطرابات الهرمونات المذكورة في الأعلى وتشعر أنكِ مصابة باضطرابات هرمونية فينصح بزيادة طبيب النساء للمساعد في تنظيمها من خلال وصف بعض العلاجات البسيطة التي تساهم في حل المشكلة، وفيما يلي بعض الاستراتيجيات التي تساعدك في علاج هذا الاضطراب:
العلاج بالهرمونات البديلة
في بعض الحالات التي تعاني من اضطرابات يمكن أن يصف الطبيب العلاج بالهرمونات البديلة وبشكل خاص في فترة انقطاع الطمث وذلك من أجل المساعدة في تقليل أعراض سن اليأس وتوازن الهرمونات في الجسم، ويتوفر هذا العلاج بأشكال مختلفة من ضمنها كريمات وجل ولصقات وأقراص وحقن،
إدارة الوزن
كما ذكرنا سابقاً في نصائح للتعامل مع اضطرابات الدورة الشهرية واختلال الهرمونات يجب الاهتمام بالوزن لأنها تساعد في تقليل أعراض الاضطرابات الهرمونية، لأن النظام الغذائي الصحي يساعد في تحسين صحة الجسم بشكل كامل والأوعية الدموية وبالتالي المساعدة في توازن الهرمونات في الجسم.
تحسين الحالة المزاجية
هناك ارتباط وثيق بين الصحة العقلية والجسدية فكلما زاد الاهتمام بالصحة النفسية شعر الإنسان بأنه أفضل، ويمكن القيام ببعض الانشطة البسيطة التي تساعد في تحسين الحالة المزاجية مثل التأمل واليوجا وجلسات الاسترخاء، مع تخصيص وقت للتركيز على النفس والابتعاد عن جميع المشاكل المحيطة.
في نهاية مقالتنا نصائح للتعامل مع اضطرابات الدورة الشهرية واختلال الهرمونات نخبرك أن زيارة طبيب النساء والتوليد بانتظام هو أمر هام للتأكد من انتظام الدورة الشهرية ومستوى الهرمونات في الجسم مما يضمن لك حياة أفضل خالية من المتاعب.
