ما هي العلاقة بين المنظار الرحمي وعلاج الأورام الليفية الرحمية

تُعاني الكثير من النساء من الأورام الليفية الرحمية لكن الأمر لا يدعو إلى القلق؛ فإن الأورام الليفية الرحمية ليست سرطاناً ولكن يمكن أن تتحول إلى سرطان في بعض الحالات النادرة، ويُعد نمو الأورام الليفية الرحمية شائعًا خاصةً في عُمر الإنجاب، وتختلف هذه الأورام في العدد فيمكن الإصابة بورم ليفي واحد أو أكثر، وتختلف أيضًا في الحجم فمن الممكن أن يكون حجم الورم صغيرًا جداً ولا يُرى بالعين المجردة، أو يكون ذو حجم كبير يُسبب تشوه داخل الرحم ويُؤثر عليه سلبًا مما يُؤدي إلى التدخل الجراحي.

وقد يلجأ الأطباء لإستخدام منظار الرحم في حالات الأورام الليفية نظراً لأهميته حيث يُستخدم في تشخيص الأورام الليفية الرحمية، وأخذ عينات من الأنسجة لفحصها، وإزالة الأورام الصغيرة.  

أعراض الأورام الليفية الرحمية

تعتمد أعراض الأورام الليفية الرحمية على مكان وحجم وعدد هذه الأورام، والكثير من الناس لا تظهر عليهم أي أعراض، ومن الممكن أن تعيش المرأة بالورم الليفي لسنوات عديدة وهي لا تعلم بوجوده ويتم اكتشافه أثناء فحص الحوض أو الرحم دون أن تعاني من أعراضه أو تشعر بأي تغييرات.

يجب مراجعة الطبيب المختص إذا ظهرت أي من الأعراض التي سنذكرها.

  • زيادة كمية دم الحيض.
  • طول مدة الحيض عن المعتاد.
  • آلام الحوض.
  • آلام في المعدة أو أسفل الظهر.
  • آلام أسفل البطن أثناء ممارسة العلاقة الحميمة.
  • كثرة التبول.

ما هي أسباب الأورام الليفية 

  • العامل الوراثي.
  • اضطراب الهرمونات ومنها هرمون الإستروجين وهرمون البروجستيرون، تزيد حساسية خلايا الورم لهذه الهرمونات مسببة زيادة في نموه.
  • التغيرات الجينية حيث تحتوي الأورام الليفية على جينات مختلفة عن الموجودة في نسيج الرحم.

يعتقد الأطباء أن الأورام الليفية الرحمية قد تتطور من خلية جذعية في الأنسجة العضلية الملساء للرحم، حيث تنقسم الخلية الواحدة عدة مرات، ومع مرور الوقت تتحول إلى كتلة صلبة مختلفة عن بقية الأنسجة.

أسباب الأورام الليفية الرحمية تشمل عوامل هرمونية ووراثية، بالإضافة إلى عوامل بيئية ونمط الحياة.

طرق تشخيص الأورام الليفية الرحمية

هناك بعض الطرق التي تُستخدم في تشخيص هذه الأورام مثل:

  • الموجات فوق الصوتية: تُستخدم للحصول على صورة للرحم، والتأكيد على وجود أورام وقياس أبعادها.
  • الرنين المغناطيسي: يُعطي المزيد من التفاصيل حول حجم الورم وموقعه.
  • الأشعة بالصبغة (Hysterosalpingography): تُستخدم لمعرفة إذا كانت قناتي فالوب مفتوحة أم تسببت الأورام في انسدادها.
  • منظار الرحم.

 علاج الأورام الليفية الرحمية

هناك علاجات مختلفة للأورام الليفية، ويختلف نوع العلاج حسب حجم الورم، وموقعه، وعدد الأورام.

"علاج الأورام الليفية الرحمية يشمل طرقًا متعددة من بينها الأدوية والعلاج الجراحي، ويهدف إلى تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة

النساء اللواتي لا يشعرن بأعراض أو هناك بعض الأعراض الخفيفة التي يمكن التعايش معها يكون الانتظار مع المتابعة هو الحل الأمثل لهنّ خاصةً إذا كانت الأورام صغيرة في الحجم، وغير مسببة انسداد في قناتي فالوب، ولا تسبب نزيف مهبلي أو اضطرابات في فترة الحيض.

في هذه الحالة يجب فقط متابعة الأورام والإطمئنان أن حجمها ثابت ولا تزيد في العدد.    

تَستهدف الأدوية الهرمونات المسببة للدورة الشهرية حيث تُعالج نزيف الحيض الغزير، أو تُعالج آلام البطن والحوض، ولا تستهدف الأورام الليفية الرحمية نفسها أو تتخلص منها لكنها قد تُقلص من حجمها فقط.

تشمل هذه الأدوية: 

  • Gonadotropin-releasing hormone (GnRH) agonists

 وهي الأدوية التي تمنع الجسم من إنتاج هرمون الاستروجين والبروجسترون؛ ونتيجة لذلك تتوقف فترات الحيض، وتتقلص الأورام الليفية، وقد يساعد ذلك على تحسن الحالات التي تعاني من فقر الدم الذي يسببه النزيف الشديد.

غالبًا تُستخدم هذه الأدوية لمدة لا تزيد عن ستة أشهر حيث أن الاستخدام طويل الأمد يُمكن أن يؤثر على صحة العظام.

اقرأ ايضا:تجربتي مع منظار الرحم

  • إطلاق البروجسترون إلى داخل الرحم عن طريق اللولب، يُمكن أن نُخفف النزيف الشديد الناتج عن الأورام الليفية عن طريق اللولب الذي يفرز البروجسترون داخل الرحم، وذلك يُعالج فقط النزيف لكن لا يُقلص من حجم الورم.

يجب الأخذ في الاعتبار أن استخدام هذا اللولب يؤدي إلى منع الحمل.

  • مضادات الالتهاب غيرالستيرويدية (NSAIDs) وهي أدوية تُستخدم في تخفيف الألم المصاحب للأورام الليفية الرحمية مثل: آلام الحوض، وآلام البطن، وآلام أسفل الظهر.

لا تستطيع هذه المجموعة من الأدوية السيطرة أو التحكم في النزيف، ولا تؤثر على حجم الأورام. ويجب التعامل بحذر مع المسكنات حتى لا تُسبب مشاكل في المعدة أو الكلى.

ويتضمن هذا الإجراء جروح صغيرة، وربما لا يحتاج إلى أي جروح للقيام به حيث يتميز بسرعة التعافي ومضاعفات لا تُذكر مقارنةً بالتدخل الجراحي التقليدي.

  • حقن جسيمات صغيرة تسمى Embolic agent في الشرايين التي تزود الرحم بالدم؛ تؤدي الجسيمات إلى انقطاع الدم عن الأورام الليفية الرحمية وتقلصها وموتها.

تُساعد هذه الطريقة في تقليص حجم الأورام والتخلص منها، ويمكن أن تحدث بعض المضاعفات عندما يقل تدفق الدم إلى المبيضين أو الأعضاء الأخرى التي تتأثر بنفس الشرايين.

  • استخدام جهاز لإرسال إبر صغيرة إلى الورم الليفي Radiofrequency، تعمل الإبر على تسخين أنسجة الورم وتدميرها وتحويلها من كتلة صلبة إلى كتلة ناعمة، وخلال 3 إلى 12 شهر يستمر الورم الليفي في الانكماش حتى يختفي و تختفي أعراضه.

يمكن القيام بذلك من خلال إجراء جروح صغيرة في منطقة المعدة، ويمكن أيضًا إجراؤه من خلال المهبل، أو من خلال عنق الرحم.

  • استئصال الورم العضلي بالمنظار، استئصال الأورام فقط دون تأثير على الرحم.

إذا كانت الأورام الليفية صغيرة الحجم وقليلة العدد، فقد يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية بالمنظار، حيث تُستخدم أدوات رفيعة يتم وضعها من خلال شقوق صغيرة في البطن لإزالة الأورام الليفية من الرحم.

الأورام الليفية الأكبر حجمًا يُمكن إزالتها عن طريق تقسيمها إلى قطع باستخدام جهاز يقطع الأنسجة.

  • استئصال بطانة الرحم

يُقلل استئصال بطانة الرحم من تدفق الحيض الثقيل، يتم ذلك باستخدام جهاز يتم إدخاله في الرحم ويُصدر الحرارة العالية، أو الماء الساخن، أو درجة الحرارة الباردة، أو تيار كهربائي؛ مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة التي تبطن الرحم من الداخل.

  • استئصال الأورام الليفية الرحمية عن طريق البطن، عن طريق جرح كبير في منطقة البطن و يلجأ الطبيب إلى هذه الطريقة عندما تكون الأورام كبيرة الحجم.
  • استئصال الرحم، وهو الحل الدائم الوحيد الذي يضمن عدم نمو الأورام الليفية الرحمية مرة أخرى ولكنه يقضي على فرص الإنجاب نهائيًا.

ما هو منظار الرحم 

منظار الرحم هو اختبار للنظر داخل الرحم، باستخدام أنبوب رفيع مزود بكاميرا داخلية صغيرة. 

يُستخدم منظار الرحم لمعرفة سبب ظهور أعراض معينة مثل: النزيف المهبلي دون سبب، أو زيادة كمية دم الحيض.يُساعد منظار الرحم في تشخيص بعض الحالات المرضية مثل: الأورام الليفية، حالات الحمل والإجهاض المتكرر، ويُستخدم ايضًا في أخذ عينات من الورم لفحصها، وإزالة الأورام الليفية الصغيرة.

كيفية إجراء منظار الرحم

يتم إجراء عملية المنظار عن طريق إدخال أنبوب رفيع يحتوي على كاميرا صغيرة في المهبل ويصل إلى الرحم.

يحقن الطبيب المختص محلول ملحي داخل الأنبوب لتسهيل رؤية الرحم من الداخل، وترسل الكاميرا صور للرحم من الداخل إلى الشاشة.

ويستغرق المنظار الرحمي  من 10 إلى 15 دقيقة، و قد يستغرق الأمر وقتًا أطول إذا كان الهدف من منظار الرحم هو أخذ عينات أو إزالة بعض الأورام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *